حرب العراق تسحق الاقتصاد الأمريكي

ترجمة: د. عبد الوهاب حميد رشيد

خمس سنوات منذ بدأت الولايات المتحدة غزوها للعراق، وأكبر اقتصاد في العالم أخذ يترنح لتدبير تكاليفها التي قُدّرتْ بـ 500 بليون دولار، على الأقل، وهي مستمرة في التصاعد.

ذكر اثنان من الاقتصاديين الأمريكيين المشهورين بأن حرب العراق والاقتصاد الأمريكي أصبحا متداخلين على نحو لا يمكن انفصالهما.

الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد (جوزف ستيغيليتز) و(ليندا بيلمس) مؤلفا كتاب: (حرب الثلاثة تريليون دولار) (التريليون= 1000 بليون.. البليون= 1000 مليون)، قالا "إن حرب العراق سوف تكلف الولايات المتحدة ثلاثة تريليون دولار، على الأقل، ومن المحتمل أن تصل إلى خمسة تريليون دولار".

في حديثها عن الحرب، بيلمس- خبيرة الميزانية والمالية العامة في جامعة هارفارد - مدرسة كندي الحكومية - أخبرت فضائية "الجزيرة" بأنه "في الأمد الطويل والأمد القصير، سوف تتعمق أزمة اقتصاد الولايات المتحدة نحو الأسوأ."

* أسعار النفط تتجه صعوداً لا نزولاً

تصاعدت صرفيات واشنطن على البرامج المحلية خارج الحرب، مثل التعليم، الطرق السريعة وفرض القانون. ولكن على مدى السبع سنوات الأخيرة من رئاسة بوش اتجه تمويل هذه البرامج نحو تناقص حصتها في الميزانية والاقتصاد.

ذكرت بيلمس أن دراستها شملت التكاليف الكلية للحرب، متضمنة المقدار الكلي للنقود التي صُرفتْ لغايته، تكاليف رعاية الجنود (المحاربين القدماء) بعد عودتهم، دفع التعويضات للعجزة من المحاربين القدماء، استبدال وتعويض المعدات العسكرية وكلفة الاقتراض.

وأياً كانت الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى ضرب بغداد بالقنابل (الحرب على العراق) فالنتيجة لم تولد نفطاً رخيصاً.

في الواقع، تسلّق سعر النفط من 25 دولار/ برميل، قبل أن نغزو العراق، إلى مستوى صاعق بلغ 110 د/ب حالياً، لكننا أدخلنا في نموذجنا نسبة صغير فقط من هذه الزيادة (تحاشياً لتضخيم التكاليف)، حسب بيلمس.

* كلفة الاستقرار

إن مبلغ الثلاثة تريليون دولار سوف يشكل على مدى فترة زمنية جزءً صغيراً واجب الدفع، وسيدفعه الشعب الأمريكي مسروراً.

كذلك ذكر روبرت شابيرو (نائب سكرتير الشؤون التجارية في إدارة كلنتون و(زميل في معهد "برووكينغ) بأن هذا الرقم "سيكون ثمناً صغيراً لاستقرار الشرق الأوسط".

أضاف شابيرو "إن إدارة بوش في العراق لم تكن مدفوعة بعوامل اقتصادية، بل بأحكام تأثير السياسة في دور الولايات المتحدة في العالم، ولو كانت هذه السياسة فعالة وناجحة لشعب العراق واستقرار الإقليم، لأصبح مبلغ القرض الثلاثة تريليون دولار، على مدى فترة زمنية، ثمناً بسيطاً يدفعه الشعب الأمريكي بسرور."

* أزمة الاقتصاد

يُناقش آخرون كذلك بأن السبب الحقيقي للمحن الاقتصادية الأمريكية ليس الحرب في العراق، بل الأزمة الخانقة للرهونات وانهيار سوق العقارات (المنازل).

وفي تعقيبه، قال "دين بايكر" المدير المشارك لمركز البحوث الاقتصادية والسياسية - مركز البحوث الاستراتيجية في واشنطن – "إن ربط الكساد بحرب العراق كان خطأ".

"إنه كمثل أولئك ممن لا يُراعون أنفسهم، ولا يمارسون التمارين، حيث يأكلون كميات ضخمة من الأغذية الرديئة، وهكذا يصبحون في حالة سيئة ومن ثم يُصابون بذات الرئة".

"أنت تعلم أنهم سيواجهون أوقاتاً أصعب في التعامل مع المرض لأنهم لم يكونوا في صحة جيدة قبل إصابتهم (بالمرض)"، "وهنا أود أن أقول بأنه نفس الشيء مع الحرب والكساد، فلو لم نسحق 180 بليون دولار سنوياً على الحرب، عندئذ كنا في وضع أكثر استعداداً، كنا سنحقق تعليماً أفضل لقوانا العاملة، هياكل أساسية أفضل،  وموقفاً أفضل للتعامل مع الكساد."

وبالنسبة إلى بيلمس، قالت أن قروضاً بمبلغ ثلاثة تريليون دولار يجب أن تأتي من مكان ما، "تم اقتراض النقود من أسواق رأسمالية، إذ أن حوالي 40% من النقود تم اقتراضها بهذه الطريقة من جهات خارجية".

وأضافت: "علينا أن نقترض كافة النقود اللازمة لموازنة الحرب، وبالطبع علينا بالمقابل دفع فوائدها، علاوة على تسديد مبالغ القروض ذاتها، عليه، فهذه في الحقيقة هي عملية تحويل كلفة الحرب إلى الجيل القادم، وهكذا، فإن أية فكرة تزعم أن الحرب جيد للاقتصاد، هي أسطورة".

Iraq war batters US economy, (Adla Massoud, Aljazeera.net), uruknet.info, March 23, 2008.