نجاد في أول زيارة لحاكم بلاد فارس حليفة الهود منذ العصر الصفوي هل جاء لجباية التعويضات أم تأخر عن زيارة الأربعين مثلما تأخر تقديم رأس علي المجيد قربانا له
المحامي علاء الاعظمي - العراق قاهر الفرس والهود – الاعظمية الباسلة
على الرغم من أن قائد قوات أمن الأربعين (كما أطلقوا عليها) أعلن العثور على 38 ألف عصا (توثية) محشوة بكرات زجاجية قال إنها مهيأة لضرب الزوار ولم يعلن عن مكان صنعها هل تم في الصين أم في أحد دول الجوار.. على الرغم من تحشيد 700 ألف جندي لا لقتال العلوج لتحرير بلدهم من نير الاحتلال بل لتأمين لطماً منظماً.
يدعو المالكي الذي سرب خبر سفره للندن حتى لا يقطع الشجعان رقبته عن جسده في مثلث الموت قرب اليوسفية التي لم يعثر على ثلاثة علوج خطفوا العام الماضي على بساطيلهم للذهاب بطائرة هليكوبتر إلى الحسين عليه السلام ليقدم شكره على ما قدمته الزناجيل والقامات من شعائر وعلى الرغم من قيام طائرات (أف 16) و(بي 52) و(بي 2) وحاملات الطائرات والهليكوبترات لمراقبة الطرق من العمارة إلى كربلاء.
وعلى الرغم من منع الحمير من السير في شوارع بغداد بناء على منشور للشرطة لأنها تشكل خطر محدق على المذهب وبالرغم من منع الدراجات الهوائية (البايسكل) حتى الساعة السادسة من صباح يوم الثلاثاء 4 آذار/مارس 2008، أي بعد مغادرة حاكم الفرس من السير في شوارع 14 محافظة ستشكل 20 فدرالية كما طالب ابن الزنيم عموري.
وعلى الرغم من وصول الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة في قوات العلوج الأميركية (النمور الورقية) كما أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر الأحد ليؤمن زيارة نجاد ويقول له نحن بجانبك لا تخف من المقاومة العراقية.
وبالرغم من أن الدوائر الحكومية معطلة قبل الزيارة بـ 20 يوما وبعد الزيارة بـ 10 أيام وعلى الرغم من صدور بيان بالموافقة على إعدام البطل الهمام علي حسن المجيد (أرجو الانتباه إلى معاني اسمه) في يوم الجمعة الموافق لزيارة الأربعين و(المنطقة الخضراء) جميعهم في الزيارة حتى كاتب الصادرة والواردة الذي قال حرامي الأسئلة الامتحانية التركي الأصل والهاشمي اللقب "أنه بسبب مشاركة كاتب الصادرة بالزيارة المليارية تأخر إصدار قرار إعدام البطل علي حسن المجيد" الذي أذاق الفرس المجوس الويل وهو ما جعلنا نتأخر من تقديمه كبش فداء لزيارة نجاد.
وعلى الرغم من إن نجاد كان زعيم عصابات القمع التابعة لخميني في جامعة (العلم والصناعة) بطهران (1979) وهو عضو (وحدة إسناد حرس خميني) في السنة الأولى من العدوان الفارسي المجوسي على العراق وهو المعذِب والمحقق (المستجوب) في سجن (إيفين) الرهيب بطهران حيث كان يقوم بالتحقيق مع المجاهدين والمناضلين وتعذيبهم، وهو كان يدعى باسم (ميرزايي) المستعار (1981 – 1982) وسجن (قزل حصار) بالقرب من طهران طيلة الفترة بين عامي 1982 و1984، وهو من المجاهدين إبراهيم فرجي بور ومصطفى نيك كار (مرشح منظمة مجاهدي خلق الإيرانية للدورة الأولى للبرلمان الإيراني بعد الثورة من مدينة شهسوار شمالي إيران) بالاشتراك مع الجلاد الشهير (لاجفردي) وهو المسؤول عن هيئة إدارة العدوان في مقرات قوات حرس الدجال في محافظات إيران الغربية (1983 – 1985) وهو عضو ما يسمى الوحدات الخاصة لحرب العصابات في مقر (رمضان) (المكلف بمتابعة العملاء في قوات بدر والدعوة وجماهي مدرسي بالتسلل إلى الأراضي العراقية وتنفيذ الجرائم في الأهوار العراقي (1986 – 1987)، وهو قائد الفرق العملياتية الإرهابية الخاصة لخارج الحدود الإيرانية بما فيها الفرق الخاصة لتنفيذ العمليات ضد زعماء الأكراد الإيرانيين ومنهم عبد الرحمن قاسملو وقادري والدكتور فاضل الكردي العراقي وأستاذ الجامعة في فيينا (1989).
وعلى الرغم من أن فارس أول من رحب الاحتلال الأميركي للعراق وقدم الدعم له بفيلقين هما (القدس) و(بدر) وأعلنت تأييدها لكل الحكومات العميلة التي أنشأها الاحتلال وعلى الرغم من أنه ولأول مرة في العرف الدبلوماسي يتم تفتيش حرس الشرف ليس في مطار صدام خوفا من صواريخ أولاد الملحة بل تم في مسكن الطالباني المغتصب من عائلة الأسير عبد حمود حيث سيصلي به نجاد صلاة الظهر وربما يأتي يوم سيفتش حرس الشرف في باب غرفة النوم وأقول على الرغم من كل ذلك إلا أن حاكم بلاد فارس تأخر عن المجيء والمشاركة في زيارة الأربعين المليارية زيارة نجاد لتسوية قضايا قديمة.
** المرتد عادل عبد المهدي المرشح لقيادة العمالة بعد المالكي أوضح السبب الحقيقي لزيارة (أبو قمصلة) فيقول أنه يريد استخدام ما أسماها بـ"الزيارة التاريخية لنجاد" لحل قضية وجود منظمات في العراق يقصد (مجاهدي خلق) والتعويضات عن الحرب، وهذا هو مربط الفرس.
** صيحات احتجاج العراقيين تعالت والمسيرات والمظاهرات المنددة بزيارة حاكم الفرس شملت أغلب المدن العراقية ووصلت إلى القرى والأرياف ورفعوا شعارات (أرجع، أرجع يا دجال وبغداد ليس مرتع للأنذال) و(يا قاتل العراقيين احمدي نجاد.. لا أهلا ولا سهلا) (أيها السفاح احمدي نجاد ولا تدنس أرض الرافدين فدمائنا عليك دين) و(بغداد حرة عربية - لا أمريكية ولا إيرانية) و(فليسقط احمدي نجاد).
** نجاد الذي وصف معارضي الاحتلال بالمفسدين لأنه لا يؤمن إلا بالعنجهية الفارسية حتى مع من يشاركه في التصرفات كالذين يؤمنون بوجود (المهدي المنتظر) فيفرشون سجادة الصلاة في المسجد لأنه يشاركهم بها كما قالت صحيفة "القبس" الكويتية نقلا عن صحيفة "ملي" الفارسي.
** رئيس ما يسمى بجهاز المخابرات العراقي العميل الشهواني استبق زيارة الفارسي بتصريح فاجأ من مثله من العملاء في المراعي الخضراء بقوله من "إن الأجهزة الاستخبارية الإيرانية تخطط لإفشال تجربة مجالس الصحوة في العراق".!!! داعيا إلى "ضرورة انتباه الشعب!! من هكذا تحركات". وهذا التصريح يدل على أنه تسلمه من أسياده الأمريكان وإلا لن يجرؤ أحد على نقد الزيارة التاريخية.!!!..
** حاكم الفرس نجاد، قال "إن إيران مستعدة لمساعدة الدول الغربية لمعالجة الظروف الصعبة والمشاكل التي تواجهها في أفغانستان والعراق شرط إبداء الاهتمام بملف إيران النووي السلمي"، (يعني شيلني واشيلك)..
هذا التعاون ليس وليد اليوم أو بسبب العراق أو أفغانستان رغم تصريح رفسنجاني الشهير الذي قال فيه أنه "لولا إيران لما احتلت أمريكا هذين البلدين"، نقول أن بداية التعارف بين فارس واليهود تعود إلى ألفين وسبعمائة وخمسين عاماً، أسفار عزرا، نحميا، استر، ودانيال وتواريخ الأيام، كذلك ما ورد حول المخلص أو المنقذ لليهود والتصريح باسمه على لسان الرب في كتاب النبي عزرا (الباب الأول والثاني) بأنه كورش ملك إيران العادل، ومع فتح بابل على يديه وتحريره اليهود الذين أسرهم جدنا العظيم المؤمن عبد الله نبوخذ نصر، تأثر اليهود بالفرس وقبلوا بعض معتقداتهم، كالاعتقاد باليوم الآخر وظهور المهدي في آخر الزمان.
وأن المرحلة الأولى لتوجه اليهود إلى فارس كانت في غضون عام 741 ق.م، عندما فتحت مدينة القس على يد ملك أشور المقتدر تيجلات بلاسر، وأسره لأعداد غفيرة من اليهود، ونفيهم إلى أشور ومنها إلى فارس حيث كان تحت سيطرته.
والمرحلة الثانية لرحيل اليهود إلى فارس كانت في عهد شلما نصر الخامس ملك أشور (722- 228ق. م) الذي سحق الجيش اليهودي، وأسر الباقين وقد توجه بهؤلاء الأسرى إلى خابور شمال العراق على حدود تركيا الآن وتقع على الضفة الغربية لنهر دجلة، والشمال الغربي لإيران الحالية.
أما المرحلة الثالثة التي تم فيها تهجير اليهود إلى فارس فكانت في عهد الملك نبوخذ تصر ملك بابل، الذي استولى على القدس عام 597 ق. م وأمر الأسرى إلى بابل، ثم كان دخوله الثاني بعد تسع سنوات، وليتوجه بأسراه إلى بابل، إلا أن تمكن كورش الاخميني بعد 58 عاما من إطلاق سراحهم، بعاد بعضهم إلى فلسطين بينما توجه الآخرون إلى فارس لخدمة مخلصهم كورش، كما دخل يهود آخرون بلاد فارس عام 79م بعد هجوم تيتوس إمبراطور الروم عليهم وإضرامه النيران في ما يدعون أنه معبد سليمان ولاذ عدد كبير لفارس، عن طريق شوش وعيلام، واستقروا في نواحي أصفهان الحالية، واستمر الحال على هذا النحو حتى ظهور الأسرة الصفوية عام 1485، حيث اتسمت فترة حكم الشاه عباس الثاني، بالرخاء بالنسبة فأرض فارس بالنسبة لهم هي أرض كورش مخلصهم، وعليها ضريح استر ومردخاي، هي دولة شوشندخت الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول.
يقول أحد الكتاب إن دراسة التفاعلات التي تحدث بين فارس واليهود من خلال الظروف التي مرت بهما أمر ضروري، لأنه يفسر كثيراً من السياسات والاستراتيجيات التي يقوم عليها نظاميهما السياسي من ناحية، وحركتهما الفعالة في المنطقة تجاه بعضهما البعض وتجاه دول المنطقة من ناحية أخرى، إن ما يبدو من خلاف يصل إلى حد العداء السياسي بينهما في الوقت الراهن لا يعبر عن حقيقة التفاعل بينهما، فليس من الممكن تجاهل أثر التفاعل التاريخي على التوجهات الحالية، فلن يستطيعا أن ينسيا السبي البابلي الذي كان له أكبر الأثر في تقاربهما، فإذا كان الإمبراطور قورش الأول قد استطاع أن يخلص اليهود من الأسر، ويسكنهم أرض دولته في غرب إيران، ويمنحهم كل امتيازات الفارسي، فقد استفاد بهم في بناء دولته، ودعم الدولة الأخمينية القديمة، وقد لعب اليهود دورهم ببراعة في المساعدة على بناء وترسيخ هذه الدولة بما جعلهم شركاء فيها، وقد ظل الدور اليهودي ممتداً عبر العصور تحت الدعم الفارسي، فتجلت صور التفاعل بينهما في العصر الحديث سواء في عهد الأسرة البهلوية وخاصة محمد رضا شاه، في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، أو في عهد خميني عندما استطاع هذا التفاعل أن يخلص نظامه من مأزق الحصار الاقتصادي والعسكري خلال العدوان الإيراني على العراق ويوفر له كل ما يحتاجه من أسلحة وقطع غيار ومواد أولية واستراتيجية وطبية، فضلاً عن السيولة النقدية بالعملات الأجنبية والمبادلات التجارية، إضافة إلى المعلومات والوسائل التقنية.
لذا فمن الأهمية بمكان أن ندرك حقيقة التفاعل بين فارس واليهود، في إطار "مشروع الشرق الأوسط الكبير" من خلال مبدأ المصلحة، الذي يعتبر ركناً أساسياً في عقائد هذين النظامين، وهو يسمح لهما باتخاذ مواقف ظاهرة لا تعبر عن حقيقة التعاملات المستترة التي لها ما يبررها سواء على مستوى الفكر القومي أو الفكر العقائدي، كما يقول احد الكتاب.