يوميات معركة الحواسم
(اليوم الثالث 22 – مارس 2003)
لكي لا ننسى: - القائد صدام حسين يترأس اجتماعات لبحث العدوان وبغداد تتلقى 320 صاروخا وفدائيو صدام يهاجمون قواعد أمريكية في عمق العدو وبطولات للوائين 47 و504 وصد الإنزال على القائم
المحامي علاء الاعظمي / العراق العظيم – الأعظمية الباسلة
ترأس القائد صدام حسين اجتماعا ضم طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية وطارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ولطيف نصيف جاسم عضو قيادة قطر العراق للحزب وقصي صدام حسين المشرف على الحرس الجمهوري ومحمد سعيد الصحاف وزير الإعلام والفريق سلطان هاشم احمد وزير الدفاع الذي قدم عرضا للموقف في جبهات القتال في جنوب أم قصر وشبه جزيرة الفاو وجنوب الناصرية ثم عقد القائد صدام حسين اجتماعا ضم قصي صدام حسين ووزير الدفاع حيث انضم إليهم الفريق الركن صلاح عبود قائد قوات الحدود وأصدر ناطق عراقي مخول بيانا أكد فيه أن النيران المشتعلة في جنوب العراق ووسطه هي نيران مفتعلة لتشويه أهداف الطيران المعادي ردا على إعلان المجرم رامسفيلد بأن العراق أشعل النيران في سبع حقول نفطية في الرميلة وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانا بدون رقم أجملت فيه الفعاليات القتالية لسير المعارك حيث ذكرت انه تم إسقاط 21 صاروخا من نوع (كروز) فيما اشتبك الصناديد من أبطال الفوج الثالث لواء 47 وتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي وعشائر سوق الشيوخ مع الرتل المعادي الأول فيما لحق الرتل المعادي الثاني الذي استهدف قادة علي بن أبي طالب جنوب الناصرية خسائر فادحة في دباباته وناقلاته المدرعة فيمال حاول العدو أن يدفع رتلاً ثالثاً باتجاه الطريق العام ناصرية – سماوة فتصدى له العراقيون من فدائي صدام وقوات القدس وأجبروه على التوقف قرب الطاقة الحرارية بعد أن واجه ضغطا شديدا ومقاومة من قبل أبطال لواء المشاة 504 فيما دفع العدو رتلاً رابعاً إلى مطار البصرة فتصدى له أبطال الفوج الأول لواء المشاة الآلي 31 وسرية مغاوير اللواء واستمر القتال الملحمي حتى ساعة إعداد البيان الذي ذكر أن العدو قام بإنزال مجموعة خائبة قرب القائم في القاطع الغربي فتصدى له فوج مغاوير قاطع الدفاع الجوي الثاني بشجاعة فائقة مما اضطر طائرات العدوان للإسراع بحملهم والهرب بهم من حيث أتوا!!
فيما قام فدائيو صدام من تدمير دبابة معادية وجرح عدد من افردها داخل عمق العدو كما قامت مفرزة من فدائيي صدام بضرب قاعدة حرير التي تقع قرب اربيل واتخذتها قوات العدو مركزا لتعزيز قطعاتها المعادية وتمكنت مجموعة من مقاتلي الدفاع الجوي في بغداد بإمرة نائب ضابط من محافظة ميسان من إسقاط صاروخين نوع (كروز) خلال 15 دقيقة فقط قرب مدينة الاعظمية.
وعقد وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف مؤتمراً صحفيا أكد فيه انه تم إحراق 5 دبابات و5 عجلات للعدو في قاطع البطحة وسوق الشيوخ وأن القتال مستمر على أطراف ميناء أم قصر، وأضاف أن العدو أسقط 19 صاروخا على منطقة شعبية صغيرة مما أدى إلى جرح 207 مواطنين في منطقة الشعب شرقي بغداد.
فيما أكد وزير الدفاع العراقي سلطان هاشم احمد في مؤتمر صحفي عقد في بغداد في وسط الغارات الجوية أن قوات الغزو التي دخلت من الكويت عبر الطريق المحاذي للحدود البحرية تتمركز في شمال الفاو ولم تدخلها.
وأكد العملاء في الشمال أن الأميركيين انشأوا قيادة ميدانية لمنطقة شمال العراق، وأن هذه القيادة اتخذت مستشارين من البيشمركة العملاء، وسيكون على البيشمركة أن تأتمر بأوامر القوات الأمريكية، أعلنت مصادر كردية أن 45 فرداً لقوا حتفهم في قصف أميركي استهدف مواقع "أنصار الإسلام" في كردستان العراق حينما أطلقت القوات المعتدية خمسين صاروخا عابرا على مجموعة "أنصار الإسلام" في كردستان العراقية مساء الجمعة ووقت مبكر من فجر اليوم وأفاد شهود عيان أن صحافيا استراليا قتل اليوم السبت في انفجار سيارة في كردستان العراق بشمال العراق كما أفاد زملاء له وشهود عيان تبين بعد ذلك أن القوات الأمريكية ضربتهم بصواريخ من طائرات (أف 16).
وأكد مسؤول عسكري تركي أن قوة كوماندوس تركية تتألف من نحو 1500 عنصر عبرت الحدود إلى شمال العراق مساء أمس الجمعة فيما أعلن قائد عسكري أن "عددا كبيرا" من الطائرات الحربية الأميركية عبرت المجال الجوي العراقي.
وأعلن المجرم الأميرال ماثيو موفيت قائد حاملة الطائرات "يو أس أس كيتي هوك" أنه تم إطلاق حوالي 320 صاروخا عابرا مساء أمس على بغداد وضواحيها.
وبينما بدأت فرقة المشاة البحرية الأمريكية/1 تقدّمها على طريق "سفوان- الناصرية" مع فجر اليوم الثالث من العدوان، كانت القوات العراقية المدافعة في ضواحي المدن الجنوبية التي تقابلت مع القوات البريطانية والأمريكية، متمسّكة بمواضعها الدفاعية وخنادقها – تنفيذاً لخطة القيادة، والظاهر أن قوات العدو قد خطّطت أساساً بعدم اقتحام أية مدينة بشكل مطلق، بل مشاغلة العراقيين بالطائرات والسمتيات، وبأقصى النيران من المدافع والدبابات والمدرعات والهاونات.
فاتني أن أذكر أن الأمم المتحدة ساهمت مساهمة عملية في احتلال العراق حيث قامت بسحب قوة المراقبة الدولية على الحدود الكويتية العراقية التابعة للأمم المتحدة "اليونيكوم" قبل الغزو بثلاثة أيام وأوقفت "اليونيكوم" كافة عملياتها على الحدود الشمالية الكويتية المتاخمة للعراق وجاء الإيعاز لنقل كافة أعضائها إلى الكويت بنفس اليوم!!!
واليوم الثالث للعدوان شهد تواصلا لعمليات القتل التي جرت في اليوم الثاني الذي كان إجراميا حيث تواصلت الانفجارات جراء إلقاء مئات الصواريخ على مدن العراق وشعبه وكانت طائرة F-16 قد كثفت قصفها الجوي لتكون البديلة للـB-52 وتنطلق تلك القاذفات من حاملات الطائرات خمس بالإضافة إلى 30 قاعدة جوية متوزعة على 12 دولة، وتواصل نزيف مقتل العلوج الأمريكان إذ قتل 4 أمريكيين في وسط العراق بعد توغلهما على متن مدرعتين بصاروخ لفدائي صدام الأشاوس.
على الصعيد السياسي
على الصعيد الدبلوماسي فأن حدة التوتر قد ازدادت حيث قادت فرنسا وروسيا حملتي انتقادات واسعة للسياسة الأمريكية تجاه العراق ورفضا بشدة المقترح الأمريكي - البريطاني اللتان تريدان حكم العراق بعد الاحتلال وهو رد على محاوله خطيرة من محاولات تنفيذ مخطط "سايكس بيكو" القديم الذي لا تزال الأمة العربية تعاني من مآسيه وأهمه زرع الكيان الغاصب والعمل على تقسيم العراق إلى مناطق سيطرة وانتداب، ذلك هو المخطط الذي أراده بلير الذي لا يزال يحلم بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، لا يمكنه استرجاع ساعة الزمن لذا فهو يعمل بكل ما بوسعه لمحو العراق وإقامة دويلات أو دوله متعاونة، ومما يزيد الموقف إحراجا أن الدول العالمية قد فهمت أن بلير في خط متوازي مع بوش وسياساته الاستعمارية وبالتالي فأن مواقفه السياسية بدأت تضعف وبدأ التمرد على بريطانيا وبدأت شيئا فشيئا تفقد هيبتها وصيتها المعهودين.
المجرم بوش الذي توقع حربا سهلة ومحسومة سريعا بدا يتحدث عن صعوبة الحرب واحتمال امتدادها نظرا لما تبديه المقاومة العراقية من مقاومه شرسة أجبرت الأمريكان والبريطانيين على استخدام كل ما أوتوا أو ما يمتلكون لصد المقاومة، كما تحدث عن المزيد من الخسائر وبالتالي فأنه لوح باستخدام ما أسماه بالقوة الحاسمة وهو مصطلح يشير إلى قصف للبنى التحتية للتعجيل في حسم المعركة حيث تلقى علوجه وأسلحته الخسائر الفادحة.
نبذة عن حياة علج قيادي
الفريق تومي فرانكس، الذي قاد العلوج في هجومهم البربري على العراق
يعتبر فرانكس القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية، وقد تم منحه رتبه ملازم ثان عام 1967 بعد تخرجه بامتياز من مدرسة مرشحي ضباط المدفعية في فورت سيل في اوكلاهوما، وعقب جولة أولية كمساعد ضابط تنفيذي بالمدفعية في فورت سيل، تم إرساله إلى فيتنام وانضم إلى الفرقة التاسعة مشاة حيث أصبح مراقبا أماميا ومراقبا جويا ومساعد (أس – 3) في الكتيبة الثانية بمدفعية الميدان الرابعة، كما أصبح ضابط دعم نيران في الكتيبة الخامسة بالفرقة الستين مشاة، وفي عام 1968، عاد فرانكس إلى فورت سيل حيث قاد بطارية مدفعية في مركز تدريب للمدفعية، وحصل على شهادة في إدارة الأعمال عام 1971 بعد حصوله على شهادة من الجيش بإتمام برنامج عسكري، وتم تعيينه في (فوج الفرسان المدرع الثاني) في ألمانيا الغربية عام 1973 حيث تولى قيادة السرب الأول لمدفعية (الهاويتزر)، وعمل في سرب (أس – 3).
كما قاد سرية المهندسين المدرعة ال 84، وعمل كمساعد رئيس فوج (أس – 3) وعقب تخرجه من كلية أركان القوات المسلحة، تم تعيين فرانكس في البنتاغون عام 1976 حيث عمل كمفتش عام بالجيش في قسم التحقيقات، وفي عام 1977 تم تعيينه بمكتب رئيس أركان الجيش، حيث عمل في فريق أنشطة الكونغرس وبعدها كمساعد تنفيذي، وفي عام 1981، عاد فرانكس إلى ألمانيا الغربية وقاد الكتيبة الثانية لمدفعية الميدان ال 78 لمدة ثلاث سنوات. ثم عاد إلى الولايات المتحدة عام 1984 للالتحاق بكلية الحرب العسكرية في كارليسل في بنسلفانيا حيث أنهى أيضا دراسات التخرج وحصل على درجة ماجستير علوم في الإدارة العامة في جامعة شيبنسبرغ، وبعدها عين نائب مساعد الفيلق الثالث (جي 3)، واستمر في المنصب حتى عام 1987 عندما تولى قيادة مدفعية بفرقة الفرسان الأولى، كما أصبح رئيسا لأركان فرقة الفرسان الأولى خلال الجولة، وأدى مهمته الأولى كضابط عام عندما أصبح مساعد قائد فرقة (مناورات) بفرقة الفرسان الأولى خلال معركتي أم المعارك الخالدة (1991) والفتح المبين (1998)، وخلال عام 1991 - 1992 تم تعيينه مساعد قائد بمدرسة مدفعية الميدان في فورت سيل، وفي عام 1992، تم تعيينه في فورت مونرو بفيرجينيا كأول مدير لقوة لويزيانا الخاصة للمناورات بمكتب رئيس أركان الجيش، وأعيد تعيينه بعد ذلك في كوريا الجنوبية في منصب (سي جي جي 3) بقيادة القوات المجمعة والقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، وخلال الفترة من عام 1995 حتى عام 1997 تولى فرانكس قيادة فرقة المشاة الثانية في كوريا الجنوبية، وتولى قيادة الجيش الثالث والقيادة المركزية لقوات الجيش في اطلانطا بجورجيا في مايو من عام 1997، واستمر في المنصب حتى يونيو عام 2000 عندما تم اختياره للترقية إلى رتبة جنرال وتعيينه قائدا عاما للقيادة المركزية الأمريكية.