يوميات معركة الحواسم (اليوم الثاني 21  آذار – مارس 2003)

لكي لا ننسى: - كيف احتل الانكليز ميناء البكر ولماذا وضع الرئيس الشهيد فدائيي صدام بإمرته وكيف قاتل الصحفيون معهم وماذا فعلت البيشمركة العميلة والجلبي الخائن؟؟؟

المحامي علاء الاعظمي

عزز  الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله  بظهوره التلفزيوني صباح الجمعة  الثقة الواسعة بين صفوف الشعب العراقي واطمئنانهم عليه بسبب الضجة الإعلامية المعادية حول مصيره في القصف الذي طال البستان في الدورة وقد تنبه رحمه الله إلى أن يعطي توقيتا محددا لإلقاء خطابه حيث افتتحه بالقول "مع صلاة الفجر لهذا اليوم 20/3/2003 ميلادية الموافق 17 محرم الحرام 1424 هـجرية".

وذكر زمن الهجوم الأميركي بوضوح، عندما استعمل تعبير "مع صلاة الفجر" حول توقيت العدوان وبذلك افشل محاولة من محاولات العدو للتأثير على القوة النفسية والمعنوية لدى أفراد الشعب وجيشه الباسل.

وكان الرئيس صدام حسين قد عقد مساء اليوم الثاني من العدوان اجتماعا ضم وزير الدفاع الفريق سلطان هاشم احمد فك الله أسره والشهيد البطل قصي صدام حسين رحمه الله والفريق عبد حمود سكرتير سيادته.

سير العمليات العسكرية

بدأ الليلة الماضية الغزو البري للعراق بمشاركة قوات مشاة البحرية الإميركية "المارينز" وقوات بريطانية  كانت قد أرسلت عددا من دبابات (تشالينجر 11) إلى عمان عام 2002 حيث اكتشفوا أن دباباتهم تحتاج إلى برنامج تصحير رئيسي يكيف أداء الدبابة للتعامل مع الصحراء انتهى في الكويت في 16 آذار/مارس 2003 قبل أن يبدأ الغزو بثلاثة أيام، وقوات من جيوش أخرى حيث أعلن رئيس الوزراء الاسترالي المجرم جون هوارد أن القوات الخاصة الاسترالية المتمركزة في الخليج بدأت المشاركة في المعارك في العراق وكانت قواتها مكونة من طائرات مقاتلة نوع (أف أي – 18 سي/ دي) تحمل 6227 باوند ذخيرة وتنطلق من حاملات طائرات أو قواعد جوية ومن طائرا الاستطلاع نوع (سي 130) التي يصل مداها إلى 1900 كم وطائرات هيلكوبتر نوع (يو اتش - 60 بلاك هوك) والسفن البحرية (انزاك) التي تحمل 960 علج و(داروين) التي تحمل 526 علج ومرتزقة من دول العالم في الوقت الذي تعرضت فيه العاصمة بغداد للمزيد من الهجمات بصواريخ (كروز) وبدأ الهجوم البري إثر اشتباكات بين القوات الكويتية والعراقية تفجرت بدورها بعد إطلاق العراق صواريخ (الصمود) على القطعات المعادية داخل الأراضي الكويتية.

وادعت القوات الأميركية والبريطانية أنها احتلت ميناء أم قصر كما أعلن وزير الدفاع الأميركي المجرم  دونالد رامسفيلد على هامش مؤتمر صحافي عقده الجمعة أنّ قواته سيطرت على ميناء أم القصر الواقع جنوب العراق، وقد كذبه وزير الإعلام الأستاذ محمد سعيد الصحاف أطال الله عمره وقد تبين صحة كلامه وأنه بعد حوالي أسبوعين استطاعت القوات الغازية من احتلال الميناء وسنخصص حلقة كاملة لهذا إن شاء الله.

وذكرت شبكة التلفزيون الأميركية "سي. أن. أن" مساء 20-3-2008 أن تسعة صواريخ عراقية أطلقت على القوات الأميركية والبريطانية المحتشدة على الحدود العراقية - الكويتية لتصيبها بالصميم، وقال مراسل الشبكة الأميركية الذي كان موجودا قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين العراق والكويت أنه شعر بالأرض تهتز تحت قدميه بفعل الانفجارات، وتركزت الغارات الجوية والضربات الصاروخية هذا اليوم على ثلاثة مواقع في بغداد إضافة إلى مواقع أخرى متفرقة من العراق وخاصة في الرطبة والأنبار حيث تم استهداف محطة تلفزيون ومخازن للجمارك، وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس استشهاد مواطن عربي فلسطيني يدعى احمد البظ من مدينة نابلس و14 جريحا في الغارات، وذكرت وكالة الأنباء العراقية أن القصف الوحشي الذي تعرضت له بغداد ليل الخميس الجمعة أدى إلى إصابة 37 مدنيا بجروح، وخلصت دراسة "هيومن رايتس ووتش" المنشورة في ديسمبر/كانون الأول أن القوات الأمريكية والبريطانية استخدمت ما يصل إلى 13,000 قذيفة انشطارية تحوي ما لا يقل عن مليوني قنبلة أصغر، إن استخدام القنابل العنقودية في المناطق المأهولة قد تسبب في وقوع إصابات بين المدنيين أكثر مما تسبب بها أي عامل آخر أثناء العمليات العسكرية التي شنتها قوات العدوان  في تلك المرحلة من الحرب.

وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن ستة عشر علجا أمريكيا وبريطانيا قتلوا صباح الجمعة في حادث تحطم مروحية لنقل الجند من نوع (سي. اتش - 45 سي – نايت) تابعة لقوات "المارينز" في الكويت لكنه لم يعلن أسباب سقوط الطائرة، إلا أن متحدث عسكري عراقي أعلن أن القوات العراقية أسقطت طائرة هليكوبتر وقتل من فيها فوق الأراضي الكويتية المتاخمة للحدود العراقية.

وأعلن العدو بأن 62 طائرة هليكوبتر غادرت السفينة الأميركية "تاروا" المرابطة في الخليج متجهة نحو الكويت خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية.

 

الهجوم على الفاو

بدأت قوات البريطانية بالإنزال في رأس البيشة في آخر نقطة من جزيرة الفاو وهي مكونة من الفرقة المدرعة الأولى واللواء المدرع السابع ولواء الهجوم السادس عشر بقيادة وحدة "المارينز" الأمريكية ال15 المسماة "مارينا ايكسبيدتيوناري" باحتلال ميناء البكر الذي يصدر العراق منه النفط للعالم وهي حركة إعلامية دعائية لأن الميناء يقع على بعد مئات الكيلومترات عن أول نقطة عراقية، وقد تصدى لهذه القوات المسندة من البوارج البحرية وهي (أوسيان) البريطانية التي تقل 61 علجاً ومصممة بنظام دفاع جوي (ايغس) لمواجهة الهجمات الجوية الكبيرة وتحمل 18 طائرة (وتكن ديروغا) الأمريكية التي تحمل 387 وتحمل طائرتين على سطحها و(سيبريانس) الأمريكية التي تحمل 393 علجا و(تايب 42) البريطانية التي تحمل 253 علجا والتي تطلق صواريخ (توماهوك) و(بيري) الأمريكية التي تحمل 214 علجا وتحمل طائرتين و(تايب) البريطانية التي تحمل 181 علجا و(تايب 22) البريطانية التي تحمل 232 علجا وطائرة واحدة و(اينساس) الاسترالية التي تحمل 163 و(داروين) الاسترالية، و(باوت ويبل) الأمريكية و(لوس انجلس) الأمريكية ومعهما (ترافلاغر) البريطانية و(سويفسيور) البريطانية، وهذه كلها تطلق صواريخ (توما هوك) على العراق أمام قوة عراقية بحرية لا تتعدى العرشين جنيدبا بإمرة ضابط برتبة صغيرة، ولكنهم كانوا كبار بالموقف والتضحية فقاتلوا قتال الصحابة الأولين وكبدوا العدو الذي قام بالإنزالين الجوي والبحري على منصة تصدير النفط وتم أسر آخرين، فيما قامت قوات بريطانية أخرى وبقيادة أمريكية بالتوجه إلى ميناء أم قصر الذي يحرسه أبطال من اللواء 46 التابع للفرقة الحادية عشرة  للقيام باستعراض إعلامي أمام شاشات التلفاز إلا أن أبطال هذا اللواء صمدوا لمدة أسبوعين (سيتم الكتابة عنه في حينه) فيما استمرت قوات أخرى لاحتلال المراصد الساحلية العراقية التي تضم مدفعية ساحلية وقواعد صواريخ بسيطة من نوع أرض – بحر صناعة عراقية، واستمرت طائرات الغزاة بإنزال أقسى حمولاتها على النشامى في الفاو حتى لحقت إيران من هذه القنابل حيث قال التلفزيون الإيراني أن قنبلة ألقتها طائرة أميركية مشاركة بالعدوان على العراق سقطت في الأراضي الإيرانية في عبدان (جنوب غرب) مقابل مدينة الفاو، تسببت بخسائر مادية وجرحى في صفوف الإيرانيين ولم تقدم إيران أية شكوى أو استدعاء لممثل دبلوماسي يرعى المصالح الأمريكية في طهران باعتبار النتيجة ستكون دسمة لإيران!!!

 

المعارك البرية

ويقول الباحث العزاوي أن الجيش العراقي تلقى الصدمة الأولى للهجوم وكانت قطعات الفيلق الثالث البطل أول من تصدى لهذه الهجمات واستطاع امتصاص زخم الهجوم والانتقال من مواضع رئيسيه إلى مواضع بديلة واستطاعت القوات التصدي ببسالة في المحاور الرئيسة الثلاث وكان توزيع القطعات كما يلي فرقة المشاة 51 تدافع بثلاث ألوية على المحاور البرجسية - الرميلة - أم قصر، وتدافع البحرية زائد فوج مغاوير الفرقة 51 عن الفاو، وتدافع فرقة المشاة 18 عن قاطع الكشك البصري، وحتى لسان عجيرده حدود مسؤولية الفيلق الرابع وكان احتياط الفيلق الثالث في المعركة الفرقة 11 تدافع عن الناصرية والفرقة السادسة احتياط الفيلق موزعه ألويتها احتياط بإسناد الفرق، جرت المعركة صاخبة ليس كما يرويها جيش الاحتلال لقد قدم الجيش العراقي مآثر وبطولات في التصدي للهجوم وأوقعوا خسائر منذ أول يوم المعركة، وأجبروا كافة المحاور على إيقاف اندفاعها نحو أهدافها، وكانت أم قصر ويشغل قاطعها الدفاعي لواء المشاة 45 الفرقة 51 قد أثاروا إعجاب الجميع بصمودهم البطولي والذي استمر القتال والدفاع عن ميناء أم قصر حتى يوم 6/4/2003 أي صمود لواء مشاة عراقي أمام هذا الحجم من الإسناد الناري والإسناد الجوي المستمر والقطعات المدربة وذات التسليح المتطور أكثر من 11 يوماُ، وهذه مأثرة وبطولة تسجل لأبطال الجيش العراقي رجال الفيلق الثالث الميامين، وكان محور البرجسية قد حصل خرق فيه بعد معارك طاحنة استطاع لواء الأربعين المدرع من استعادتها في هجوم مقابل وكانت الصدمة الأولى للهجوم تلقتها الفرقة 51 والتي استمرت بمنازلة العدو لأكثر من أسبوع، وكذلك عزز الفيلق قاطع الفاو بلواء مدرع عزز صوده، وتشير المعلومات المستقاة من الخط الأمامي من عناصر الاستطلاع والسكان المحليين إلى هروب جنود الاحتلال من المواجهة والهرب إلى الخلف تاركين المعركة وينادون (no war) وتعني "لا حرب" وكان الفيلق يقدم إسناد ناري لقطاعاته بشكل مميز رغم السيادة الجوية على ساحة المعركة باستخدام جميع الطائرات المتيسرة، وتم استخدام الصواريخ الميدانية بشكل جيد، استطاع الفيلق من المسك بزمام المبادرة وإيقاف المحاور الثلاث وكانت الفرقة 11 الباسلة قد اشتبكت بالعدو في اليوم الثاني واستطاعت تدمير عدد من آلياته وأسر عدد من جنوده بضمنهم المجندة جيسكا لينش التي ادعى الجيش الأمريكي زيفاً تحريرها ومني بفضيحة إعلامية أثناء الحرب، وبنفس الوقت قامت قوات الاحتلال بعمليات إنزال محدودة على الجسور تصدى لها مقاتلي الفرقة السادسة والأهالي وتم إبادتها بالكامل، وكان تلفزيون العراق قد عرض صورهم وتجهيزاتهم، وكان خيار الجيش العراقي أنهم أمام مهمة وطنية للدفاع عن العراق ويجب استخدام كافة الأسلحة وفقاً لأسبقيات المعالجة وضروراتها وإمكانية المناورة المتيسرة.

أما في بقية القواطع فقد استمرت عمليات القصف الوحشي التي طالت المدنيين، والمؤسسات الخدمية، والمستشفيات، وكان كل شيء فوق الأرض هو هدف لغرض زرع الرعب في نفوس الأهالي، وكانت معنويات الشعب العراقي عالية جداً بالرغم من سيل الصواريخ المستمر والقصف السجادي من قبل القاصفات الاستراتيجية (بي1 - بي2 - بي52) واستخدام القنابل العنقودية، ووقوع ضحايا في صفوف المدنيين، وكان الجيش متماسكا من شمال العراق وحتى جنوبه، فيما شهد القاطع الشمالي التماس في قاطع الفيلق الأول والخامس من قبل وحدات القوات الخاصة والمليشيات الكردية وتم احتواء الهجوم وتدميره وفرار المهاجمين، وأسقطت طائرتي استطلاع مسيرة وعدد من الصواريخ، وجرت عمليات إنزال مبعثرة جرت ملاحقاتها ولم يحصل تماس وكانت الدوائر الإعلامية المسخرة تهول من الهجوم والانتصارات والتقدم، هذه أحداث يوم 20/21 كما هي رواها لنا شخصيا قائد الفيلق الثالث البطل (ف. ن. د) وعدد من قادة الفرق المشتركين من الجيش العراقي، وتمكنت الخلايا التجسسية النائمة الماجورة من توجيه أهداف الطائرات عبر أقراص وهواتف (الثريا) لتحديد الهدف بمنظومة تحديد الهدف عبر الأقمار الصناعي GBS وسقط ضحايا مدنيين من جراء هذه الأقراص لعدم قدرة الجواسيس الولوج إلى الأهداف مما حدى بهم رميها في أي مكان، ومن المعروف فنيا أن مطلق الصاروخ أعمى ويوجه من طائرة ثانية بواسطة الأقمار الصناعية وبنظام تحديد المواقع.

 

ميزان القوى

أصدر مجلس قيادة الثورة مرسوما لتقسيم العراق إلى أربع مناطق عسكرية لمواجهة الهجوم الأمريكي البريطاني المتوقع، بغداد وبابل وديالى وصلاح الدين والأنبار بإمرة الشهيد البطل قصي صدام حسين، وشمال العراق برئاسة البطل عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وجنوب العراق برئاسة الأسير البطل على حسن المجيد عضو مجلس قيادة الثورة، والفرات الأوسط برئاسة مزبان خضر هادي، ومنح  المجلس مسؤولى المناطق كافة الصلاحيات المادية والعسكرية لاتخاذ كافة الإجراءات العسكرية في حالة المواجهة دون الرجوع إلى القيادة المركزية، وقرر مجلس قيادة الثورة وضع فدائيي صدام، التي يشرف عليها الشهيد البطل عدى صدام حسين وتضم 4330 صحفي عراقي مشاركين في فوجي الفدائيين في الكرخ والرصافة، منهم رؤساء تحرير ونقيب الصحفيين شهاب التميمي، حيث قاتلوا كل ضمن قاطعه بدءا من البصرة وانتهاء بالموصل، وكذلك القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وطيران الجيش وصواريخ أرض - جو وأرض - أرض تحت قيادة الرئيس الشهيد  مباشرة، ونوه المرسوم إلى أن استخدام الطائرات المقاتلة والصواريخ أرض- أرض لا يتم إلا بأمر مباشر من القائد العام للقوات المسلحة وهو الرئيس صدام حسين.

وقد بثت وكالة "رويتر" تقريرا ادعت أن محللين عسكريين وضعوه قالوا فيه أن إجمالي القوات العراقية هو 22 فرقة عسكرية ونحو 2600 دبابة و2400 قطعة مدفعية و316 مقاتلة نصفها غير صالح، المشكلة حسب قولهم هي أن غالبية وحداتها ينقصها التدريب، فضلا عن أن جزءا كبيرا من معداتها قديمة عفى عليها الزمن، ويقولون أن للعراق قوات مسلحة يقدر عددها بنحو 390 ألف فرد، وتتألف من ست فرق للحرس الجمهوري، و16 فرقة للجيش النظامي، وحسب "انتوني كوردسمان" المحلل بـ"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" بواشنطن في لندن فأن "للعراق أكبر القوات عددا في المنطقة"، لكن "فيليب ميتشل" المحلل بـ"المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" يقول "أن إيران تتفوق عليه حيث يبلغ عدد جنودها 520 ألفا، ويضم الجيش العراقي 350 ألف جندي - ست فرق في الحرس الجمهوري، تضم ثلاث كتائب من الدبابات والمركبات المصفحة، وأربع ألوية خاصة، ويضم الجيش النظامي 16 فرقة منها 11 فرقة مشاة، كما يضم الجيش خمس كتائب مغاوير وفرقتين من القوات الخاصة، وأغلب الوحدات العسكرية ينقصها التدريب الحديث، ويعتمد الجيش كثيرا على المجندين ويعاني من نقص كبير في المعدات، ويمتلك العراق بين 2200 و2600 دبابة منها من 1800 إلى 2000 دبابة صالحة للقتال، ولا يمتلك العراق دبابات حديثة بالمستوى الأميركي ولكن لديه نحو 700 دبابة سوفياتية الصنع طراز (تي. 72) صالحة للعمل، وعدد كبير من طراز (تي. 62)، ويمتلك الآن 3700 مركبة مصفحة أخرى، والمدفعية العراقية تتكون 2400 قطعة أغلبها في الحرس الجمهوري ووحدات خاصة في الجيش النظامي، ولم تظهر المدفعية العراقية قدرة على التعامل مع عدو سريع الحركة، ويمتلك العراق مخزونا كبيرا من أسلحة موجهة مضادة للدبابات حديثة نسبيا ومخزوناً كبيرا من مدافع مضادة للدبابات من طرز قديمة، وتضم الدفاعات الجوية العراقية 17000 رجل وأكثر من 850 منصة لإطلاق صواريخ أرض - جو و3000 مدفع مضاد للطائرات، وتشكل صواريخ الدفاع الجوي الشبكات الأكثر كثافة في العالم من حيث المواقع، وأغلب مراكز القيادة تحت الأرض مع شبكة كثيفة من أجهزة الرادار والاتصالات الالكترونية، ويضم سلاح الجو العراقي 316 طائرة مقاتلة منها 50 إلى 60 في المائة فقط صالحة للخدمة من طراز (ميغ 25) و(ميغ 29) و(ميراج) و(فانتوم)، ويخدم في سلاح الجو نحو 20 ألف رجل".

وادعى تقرير للحكومة البريطانية برئاسة الكذاب بلير أن العراق يحتفظ بنحو 20 صاروخا من طراز (سكود) السوفياتي منذ حرب الخليج في 1991 بمدى يبلغ 2500 كيلومترا ويستطيع الوصول إلى "إسرائيل" وقبرص وتركيا وإيران، لكن "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" بلندن يقول "أن عدد هذه الصواريخ نحو 12 صاروخا"، ويقول "كوردسمان" "أن العدد يتراوح بين 12 و25 صاروخا"، رغم نفي فرق التفتيش الدولية عن وجود مثل هذه الصواريخ إلا أن ذلك يعود للحرب الدعائية بلا شك، ويشمل الأسطول البحري العراقي زورق دورية قديما مزودا بصواريخ (أوسا) الموجهة، وخمسة زوارق دورية ساحلية صغيرة وثلاث كاسحات ألغام عتيقة سوفياتية الصنع، ويمتلك عددا غير معروف من الألغام وصواريخ "سيلكورم" بر – بحر".

وحشد العدو في تركيا كما يقول اللواء الركن مهند العزاوي فرقة المشاة الرابعة المتواجدة في قاعدة (انجرلك) التركية ووحدات القوات الخاصة (الدلتا – سيليز) في شمال العراق بالتعاون مع المليشيات الكردية التابعة لحزبي العميل طالباني وبارزاني وتبلغ تعداد وحدات القوات الخاصة 10000عشرة آلاف علج للعمل خلف الخطوط ومسك العقد، وتأمين مناطق إنزال محتمله في جوف الصحراء الغربية للعراق بشكل يشابه دورهم في احتلال أفغانستان، وتم بالفعل عملية إنزال غرب العراق وتأمين قاعدتين إنزال محتملة قبل أيام من الهجوم – الخلايا التجسسية النائمة - القوات الأمريكية المتواجدة غرب العراق في الأردن - شركات الخدمات العسكرية الخاصة (المرتزقة) - المليشيات الموالية الأخرى "فيلق 9 بدر" - مليشيات احمد الجلبي التي تدربت في جمهورية التشيك وتعدادها ثلاثة آلاف عميل تم تدريبهم في الدول الأوربية واشتركت بالفعل في الناصرية بعد أن استطاع الجيش العراقي الفيلق الثالث الفرقة 11 من صد محور الهجوم الرئيسي للفرقة الثالثة الأمريكية المارينز وأوقع خسائر بشرية ودمر عدد من دباباتها وأسر أعداد من الجنود الأمريكان ومنها المجندة "جيسيكا لينش" التي تم إطلاق سراحها عند الانسحاب التكتيكي لإعادة التنظيم.

 

الدور الصهيوني في العدوان

يقول الباحث اللواء الركن مهند العزاوي من "مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والاستراتيجية" إن  فكرة غزو العراق أمراً منطقياً قابل للتنفيذ يوازي حجم الأطماع والهيمنة الأمريكية على المنطقة والعالم، وفي عام 1992 كان "ديك تشيني" وزيراً للدفاع في عهد بوش الأب حاول الإقناع لغزو العراق ولكن وجد صعوبة في التنفيذ واستمر يخطط لفكرة الغزو حتى عام 2000 عندما تمكن من حشد الموارد وتهيئة المبررات الكاذبة وتبوء المناصب الهامة والحساسة من قبل الصقور لوضع الخطط حيز التنفيذ والسيطرة على مراكز الصناعة والاقتصاد لينفذوا الحلم الصهيوني بغزو وتدمير العراق، إذا علمنا أن المخططين لغزو العراق عام 2003 كانوا جميعهم صهاينة أمريكان بالتنسيق والتخطيط مع صهاينة "إسرائيل"، وكشفت صحيفة "هاآرتس" "الاسرائيلية" في 22/11/2002، عقد اجتماع وجلسات حوار استراتيجية في واشنطن بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" لدراسة المخططات النهائية للحرب على العراق، وهو أبعاد الحرب على المستوى الدولي والحليف العربي، والمتغيرات الإقليمية التي ستتمخض عنها الحرب، وإنشاء حكومة موالية للولايات المتحدة لتنفيذ مخططها في المنطقة، فقد ذكرت صحيفة "هاآرتس" "الاسرائيلية" في 22/11/2002 عقد اجتماع وجلسات حوار استراتيجية في واشنطن بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" لدراسة المخططات النهائية للحرب على العراق، وترأس الوفد "الإسرائيلي" - أفرا يم هال يفي - والوزير دان ميرو دور، وترأس الوفد الأمريكي ريتشارد ارميتاج وزير الخارجية - وستيفن هادلي نائب مستشارة الأمن القومي - وبول ولفويتز نائب وزير الدفاع رمسفيلد - وجميعهم من أبرز الصقور الصهاينة في الإدارة الأمريكية، وخرج اللقاء بتوافق أهمه، أن احتلال العراق هدف تكتيكي أي مرحلي و"السعودية" هدف استراتيجي، وفعلاً تم سحب عدد كبير من القوات الأمريكية من الرياض وترك القيادة الجوية فيها فقط بعد احتلال العراق، أما الجائزة الكبرى فهي مصر، وجاء هذا متزامنا مع محاضرة لمدير جهاز المخابرات الأمريكية السابق جيمس وولس في جامعه أكسفورد في بريطانيا وقال (أن الولايات المتحدة ستغير أنظمه الحكم في جميع الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر بعد الانتهاء من العراق)، وأكدها الرئيس المصري حسني مبارك، وذكرت صحيفة (أطلنتا جورنال) التي تصدر في الولايات المتحدة عن نائب التحرير (جون بوكمان) أن هذا المخطط (مخطط الحرب على العراق) خطط له من عام 2000 قبل أحداث أيلول 2001 المثيرة للجدل وكانوا يخططون لها كل من:

* بول وولفويتز- نائب وزير الدفاع.

* جون بولتون - وكيل وزير الخارجية.

* ستيفن كامبون - رئيس مكتب البرامج والتحليل والتقويم لوزارة الدفاع.

* اليوت كوهين - عضو مجلس سياسات الدفاع ومستشار وزير الدفاع رمسفيلد.

* ديفون كروس - عضو مجلس سياسات الدفاع ومستشار وزير الدفاع رمسفيلد •لويس ليبي- رئيس مستشاري  نائب الرئيس ديك تشيني.

* دون زاخيم - مراقب النفقات في وزاره الدفاع جميع الحضور هم صهاينة وخارج السلطة آنذاك وقد انتهوا من التخطيط والدراسة ليخرجوا بتحديد "محور الشر" وكما صرح بوش حول محور الشر (العراق – إيران –كوريا الشمالية) ومن الضرورات التي بحثت لشن الحرب كانت:

* "أمن إسرائيل".

* حرب الموارد والسيطرة على النفط ل عشرين سنه قادمة لضمان تدفقه بشكل آمن ورخيص ومستمر.

* أسباب داخلية تتعلق بالفضائح المالية للرئيس ونائبه.

* كلفه الأجيال الجديدة القادمة من الأسلحة والمعدات العسكرية والصواريخ التي سيتم تجربتها على شعب العراق الذي لا يعني شيئاً لدى الولايات المتحدة.

خلفية الاستهداف والتخطيط أثبتت جميع الحقائق والمعطيات خلفية وأهداف الاحتلال الأمريكي للعراق وأبعاده الجيو-استراتيجية بعناصر أساسية أهمها تأمين منابع النفط والهيمنة على هذه الثروة الاستراتيجية في العراق ضمن مقومات حرب الموارد واستمرار تدفق الطاقة إلى الولايات المتحدة، و"أمن اسرائيل" وتوسعها لتحقيق حلم "دولة اسرائيل الكبرى"، ولبيان نوايا ومخططات المحافظين الجدد نشرت مجلة "إكزكتف إنتلجنس ريفيو" تقريراً حول اجتماع عقد في واشنطن لمناقشة "الحرب العالمية الرابعة" حضره وتحدث فيه أبرز منظري "المحافظين الجدد" وأكثرهم نفوذاً داخل الإدارة الأمريكية وفي مراكز صنع السياسة في واشنطن، إذ شارك ثلاثة من كبار مسؤولي إدارة بوش - تشيني، وهم نائب وزير الدفاع الأسبق بول وولفويتز واثنان من دعاة الحرب من المحافظين الجدد في مجلس سياسات الدفاع (Defense Policy Board) جيمس وولزي وإليوت كوهين، شاركوا جميعاً في الاجتماع الذي عقد برعاية إحدى أكثر الجماعات الصليبية المحافظة الجديدة تطرفاً، وهي "لجنة الخطر الداهم" (Committee on Present Danger) وهذه هي نفس المنظمة التي كانت ناشطة أثناء الحرب الباردة والتي طالبت بقصف كوريا الشمالية بالقنابل الذرية في عام 1949، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (Foundation for the Defense of Democracies). وكلا المنظمتان أعلنتا من قبل أن "الإسلام" هو العدو العالمي الجديد الذي يجب أن تتم هزيمته من خلال ما يسمونه الحرب العالمية الرابعة التي بدأت وتجري الآن حسب وجهة نظرهم،  والمسألة التي تم عرضها خلال هذا الاجتماع هي أنه إلى أن يتم القضاء على جميع "الدول الراعية للإرهاب" إما عن طريق الحروب أو الانقلابات أو الأشكال الأخرى من تغيير الأنظمة، فإن الولايات المتحدة ستكون في حرب أبدية، وأهم عامل في هذه المرحلة "الإرادة لخوض القتال".

وفي خطابات عديدة سابقة وصف كل من (جيمس وولزي) الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية لفترة قصيرة و(أليوت كوهين) وصفا هذه الحرب بوصف "حرب المائة عام" (من الضروري النظر لأبعاد التخطيط والصراع وحشد الموارد لتحقيق الهدف)، وكان المتحدث الرئيس في اجتماع "لجنة الخطر الداهم" هو نورمان بودهوريتز (Norman Podhoretz) - الشيوعي السابق الذي انقلب إلى محارب إمبريالي ومؤسس مجموعة المحافظين الجدد - وشغل صهر بودهوريتز وهو (إليوت أبرامز) منصب "مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط" في إدارة بوش.

 

الموقف السياسي

بعث وزير الخارجية الدكتور ناجي صبري رسالة إلى نظيره التركي عبد الله غول (الرئيس التركي حاليا) أكد فيها "إن طلب حكومته من البرلمان السماح للقوات التركية بالمشاركة في العدوان على العراق يشكل خرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن موقف الحكومة التركي معادياً للعراق منذ عام 1990، وذلك بعد أن أعلن الناطق بلسان الحكومة التركية (جميل جيجك) أن تفاهما بين وزير خارجية تركيا وأمريكا يقضي بمشاركة طائرات مقاتلة إلى جانب قوات الغزو الأمريكية، وأعلنت تركيا أنها أجلت فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الأمريكية المعادية إلى حين موافقة واشنطن على إعطائها حرية أكبر في منطقة كردستان العراق".

وعقد رئيس الوزراء البريطاني التابع بلير مؤتمرا صحافيا أكد فيه حصول بريطانيا والولايات المتحدة على دعم "كبير جدا" من دول الاتحاد الأوروبي في حربهما على العراق في حين جددت فرنسا وألمانيا وبلجيكا معارضتها للعدوان فيما شهد العالم لليوم الثاني على التوالي مظاهرات معادية للحرب أدت في بعض الأحيان إلى مواجهات عنيفة بين رجال الشرطة والمتظاهرين، فيما كرر وزير الخارجية الأميركية الكذاب الأشر كولن باول مطالبته للعالم بطرد البعثات الدبلوماسية العراقية المتواجدة فيها وهذا خرق لاتفاقية جنيف حول التمثيل الدبلوماسي.

[email protected]