بيارق النصر العظيم
أبو صدام العربي
بسم الله الرحمن الرحيم، ناصر عباده المؤمنين، هازم الأحلاف الكافرين
عندما يكون الاحتلال الغاصب ضعيفاً بعد أن مرغ المجاهدون أنفه بالتراب، وبعد أن عرف أن عملاؤه جبناء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم فكيف إذن يستطيعون الدفاع عن من باعوا ذممهم وضمائرهم له من أجل حفنة من مال أو شيء من متاع الدنيا الفانية فكيف إذن بمتاعها الهزيل.
يستخدم ذلك الغاصب أخس الوسائل للتأثير على "أصحاب المبادئ الثابتون عليها بكل عزم وإصرار وقوة" بل حتى انه لا يبالي لو جرد أمام الغافلين المغفلين من أفراد تلك الأمة المغتصبة أو من المجتمعات والشعوب الأخرى من كل المبادئ والقيم السامية "المزيفة" والوعود الكاذبة التي خدع بها أصحاب النفوس الضعيفة وعلى النقيض تجد أصحاب المبادئ ذوو الهمم العالية، علموا مقاصد المحتل قبل نيته الحقيقية في غزو بلادهم أو بلاد إخوانهم وأعلنوا لمجتمعهم والمجتمعات الأخرى "أن هذا الذي يريد غزو بلادنا وأرضنا ونهبها إنما هو خاسئ مستعبد نذل، وجردوه من المعاني التي كان يدعيها" فاستعدوا وأعدوا واستقبلوا المحتلين بالنار والشظايا والأشلاء مزقوا قلوبهم أكلوا أكبادهم وذلك بعون وتسديد من الله عز وجل، فكانت ضرباتهم موجعة حتى ولو كانت بوسائل تقليديه، ضحوا بالغالي والنفس والنفيس عبدوا طرق العزة بالدماء الطاهرة والأنفس الحرة الأبية ورويت أراضيهم من دمائهم وذلك عندما احتاجت تلك الأرض العزيزة دمائهم لبوا نداء الدين والوطن وراياتهم: الله أكبر.. فإذا قضوا جاء بعدهم آخرون يحملون الراية ممن سلمها لهم وأدى الأمانة، فيسيرون على الدرب ويتنافسون في التضحية وذلك لأنهم نشأوا على مبدأ سليم جعل الإباء ينشئ معهم وتعلموا منذ الصغر أن الأمة الحقيقية تصنع المجد حتى ولو كان ذلك يتطلب الدماء والأنفس وإن كان المجد شاهقاً وعالياً ولكن كان هناك من كاد لها ولمجدها وحاك المذلة بالمؤامرة والخيانة كان لزاماً عليهم التضحية أكثر وأكثر، مع العلم أن التضحية ستكون أكبر وأن مراحل المنازلة ستكون أشد وأعظم وذلك كون العدو أصبح متعدد الأطراف وأن الخيانة أصبح لها أظافر خبيثة تنهش ظهر الأمة ولكن العقائد السليمة والمبادئ السامية والقلوب الصادقة وعناية الله وتأييده ستنتصر رغم كثافة ترسانة العدو، وإن طالت الليالي والأيام وغاب نور الهدى عن الأعيان فبتوفيق الله ونصره وتأييده ثم بعزم الرجال وثباتهم على الحق يتحقق النصر.
فإن الله قذف في قلوب الذين كفروا وأعوانهم الرعب وأنزل على جنده السكينة وثبتهم بالقول الصادق في مواقع كثيرة منذ بداية الرسالة المحمدية وحتى يومنا هذا، "بل قبل ذلك ولعل المستند الذي لا يستطيع الظلام إخفاءه معركة ذي قار الشهيرة" ونصر الله جنده في معركة بدر و فالحقب الزمنية مختلفة ولكن الله ينصر عبده المؤمن وإن قلة حيلته في أي ظرف وأي زمان، ولذلك فإن المؤمنين صامدون ويشكلون المعنى الحقيقي للقوة،لا بما لديهم من عدد وعده بل بما يحملونه في جوانحهم وإن الله عز وجل وعد عباده إحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة ولذلك أيضاً تجدهم (كما قال أحدهم للمعتدين الأنذال) "نعشق الموت كما تعشقون الخمر" وعندما تحتدم المعركة وتصبح الأجواء معكرة بالرماد والغبار تجد المؤمنين وهم يصولون ويجولون على رقاب الغاصبين كأنهم ينشدون الموت غنيمة وتعلوا صيحاتهم" الله أكبر" ويفوح في المعركة شذا دمائهم الطاهرة وعبق نفوسهم الذاكية حتى يبيدوا المعتدي ويشردوا فلوله وبعد التشريد والهزيمة للباغي يتساءل الظلمة عن أسباب الهزيمة فيتجلى معنى فريد من نوعه " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ولكن ليس بهذا التجريد للطغاة، بل على شاكلة تساؤلات تفرض نفسها، هذا هو قتال المؤمنين في المعارك لاتهمهم الوسائل بقدر ما يهمهم البذل بما حملت قلوبهم و أيديهم، وقد أيقنوا وآمنوا: بـ"أن ما أخذه الغريب بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
ولكن بعد أن يُمَرغ أنف ذلك الغاصب بالتراب ويعلم انه يتعامل مع رجال كالجبال يكشر عن براثنه اللعينة التي تقطر جبناً وخسة وحقارة التي رضع منها حتى الثمالة.. يستخدم وسائل ضاربتاً جذورها في أرض الخبث والفساد، يتصيد له فريسة تكون ساذجة أو ضعيفة أو كلاهما في مركز من مراكز القوة المتقدمة يغريها بطرق غير مباشرة فعادته المراوغة حتى يصل لأهدافه يقول له ولا يقول كأنه الشيطان الرجيم بل هو الوسواس الخناس اللعين، يقتحم نقاط ضعفه يتغلغل في أهوائه يدفع غرائزه إلى طريقٍ آثم نحو الرغبة في القيادة بدوافع خيِرة عواقبها وخيمة نحو الهاوية بطريق الانشقاق والقيادة ثم التراجع عن القضية ثم العمالة يا للحقارة ..............
وهذا الساذج والطريقة أخطر على الأمة من المحتل والمنافق هو منافق ولكن بعد أن....
ولكن لن يخضع الحر حتى ولو قيد بالحديد والنار، بل وحتى إن قتل فإن قتله يحي أمة لأن المبادئ لا تموت وإن ماتت الأجساد، ولن تموت المبادئ ما دام أن هناك ولو شخص واحد يحييها، ولن يطول الظلام مهما غاب النور، وإن الأمجاد إن سلبت تبذل الروح احتسابا من أجلها، وأن تحقيق النصر لا يتحقق بالكلام وإنما بالسلاح والنار والدم أو ما يعادلها من الطاقات الأخرى، بشرط وجود العقائد السليمة والمبادئ السامية والقلوب الصادقة، وخير شاهدٍ على هذا هو تضحية شهيد الأمة الإسلامية "صدام حسين" رحمة الله، ضحى بكل شيء فداء لأمته ووطنه اللذان يمثلان الخلفية البيضاء لمبادئه التي لو تمسك بها شباب الأمة لسدنا بها الدنيا ولذلك سيبقى خالداً مادامت السماوات والأرض.
فبشراكي يا أمتي، فها هي بيارق النصر العظيم لاحت تحملها أيادي شبابك المجاهد وهاهم انظري إليهم بكل فخرٍ واعتزاز يسومون العدو سوء العذاب والنار والويلات فكلهم يا أمتي صدام.
ويا محلا النصر بعون الله *.
* كل ما هو في هذا النص مقتبس من عقيدة الشهيد البطل قائد الشهداء البواسل شهيد الأمة المجاهد صدام حسين رحمه الله وألحقنا به.