بيان من الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
منذ ثلاثة أيّام، والآلة العسكريّة الصهيونيّة، تذبح أطفالنا، وأخوتنا، وآباءنا، وأمهاتنا، في مدن، ومخيمات، وبلدات، قطاع غزّة الباسل الصامد..
إنّ قطاع غزّة، لمن نسوا، هو جزء عزيز من وطننا فلسطين، وإن أهلنا في غزّة مشهود لهم تاريخيّا بالبطولة والتضحيّة والفداء، ولذا لا يجب أن نترك عدونا الصهيوني المتوحّش يفترسهم..
إننا نرفض تماما أن يتّم الاستفراد بمليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزّة، وحرقهم، كما توعّد نائب وزير الدفاع الصهيوني، المجرم (فلنائي).
إن تصريحات من يوصف بوزير إعلام السلطة، رياض المالكي، التي نقلتها (الجزيرة) في نشراتها يوم السبت 1 آذار، التي تغطّي العدوان الصهيوني، والمذبحة، والتي حمّل فيها المسؤولية لصورايخ القسّام عن المجزرة، والتي يلتقي فيها مع تصريحات الناطق بلسان الجيش الصهيوني (أدرعي)، تدلّل على مدى الانحطاط الذي بلغه هذا الشخص، وما يمثّله سياسيّاً، هو الذي سبق وطرد من صفوف الجبهة الشعبيّة عندما انحاز لخيار (أوسلو)، وكوفئ على سلوكه السياسي بهذا المنصب البائس..
إنّ المالكي هذا يجب أن يفضح عربيّا، ويحاسب وطنيّا على تصريحاته الموظّفة لخدمة العدوانيّة الصهيونيّة، حتى يكون عبرةً لغيره من المتصهينين الذين استشرى فسادهم..
أمام أجساد أهلنا في قطاع غزّة، ونحن نرى دمهم على ثرانا، عاريا وواضحا ومناديا، ومهيبا، لا نملك إلاّ أن نرفع الصوت:
- إن أقّل ما تفعله السلطة هو أن تعلن إيقاف أي حوار مع العدو الصهيوني، ونهائيّا، فلم تبق هناك أرض نتحاور عليها، بعد أن ابتلعت سياسته الاستيطانيّة كلّ الأرض، حتى إنّ المدن، والقرى، والمخيمات، باتت محاصرة، وممزّقةً الجدار، والمستوطنات، ناهيك عن أن القدس قد ابتلعت وما حولها تماما، فعّن أية عاصمة لدولة مستقلّة يتحدثون؟!..
- إنّ الوحدة الوطنيّة لا يمكن أن تتحقق إلاّ على الأرض، بين المقاومين، والمنتفضين الذين يجددون الانتفاضة، ويرفعون شعار: فلسطين حرّة ديمقراطيّة عربيّة..
لا خيار سوى هذا الخيار، فلا أمل بدولة فلسطينيّة تتعايش مع الكيان الصهيوني، ومن يتوهمون غير هذا، فهم يسيرون بقضيتنا وبشعبنا إلى الكارثة.
- إن الإدارة الأمريكيّة هي عدو تماما كالكيان الصهيوني، ولا يمكن أن تنطلي علينا أكذوبة أن إدارة بوش المتصهينة وسيط نزيه!
- إننا نرى أن هذه الهجمة الصهيونية - المذبحة، في قطاع غزّة، هي فرصة للتصالح على الأرض، وفي الميدان بين حماس وفتح، يمكن أن تنطلق منها عملية تصحيح، وشعلة تجديد للانتفاضة الفلسطينيّة التي توحّد طاقات شعبنا، وتقلب مخططات أعدائنا على رؤوسهم، وتعلي من جديد راية فلسطين..
- هذه المذبحة فرصة حاسمة للإقلاع عن الصراع على أوهام السلطة، في غزّة ورام الله، والعودة لخيار المقاومة، مقاومة الشعب الفلسطيني الواحد.
- إن كتابنا، ومثقفينا، الفلسطينيين بخّاصة، والعرب بعّامة، مطالبون اليوم، أن يرفعوا أصواتهم مع شعب فلسطين، وأن يدينوا تواطؤ الرسميّات العربيّة التي تغطّي عودة الأساطيل الأمريكيّة لتهدد بلادنا، وأمتنا، وتستبيح حاضرنا ومستقبلنا، وتنهب ثرواتنا، وتعطّل تطورنا، وتطلّعنا للوحدة العربيّة..
رشاد أبوشاور
كاتب، وعضو مجلس وطني فلسطيني
السبت 1 آذار 2008