ومن الحمير ما هو ((قبانجي))..

بقلم: أبو ذر

نشرت ((الوكالة الشيعية للإنباء)) مقتطفات من خطبة أمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي ليوم 29 شباط 2008 والتي جاء فيها: (رابط النص تجده في أسفل الصفحة)

((أن عشرة ملايين عراقي شاركوا في مراسم أربعينية الإمام الحسين حيث تحولوا جميعهم إلى ملائكة رموا خلفهم متاع الدنيا ورغباتها وتحولوا إلى متطلعين للفوز بأجر وثواب الزيارة "الذي يعادل 7 حجات إلى بيت الله الحرام و7 عمرات أيضا))....... وأضافت: ثم قدم خطيب جمعة النجف الأشراف عشرة مقارنات بين الحج إلى مكة المكرمة وزيارة الإمام الحسين في كربلاء قائلا: ((إن الخدمات في الحج كلها مدفوعة الأجر من الطعام إلى السكن وغسل الملابس لكنه خلال زيارة الحسين فأن هذه تقدم مجانية من قبل المتطوعين الخيرين)).. وأضاف: ((أنه في موسم الحج الذي يشارك فيه مليونان أو 3 ملايين حاج تحدث آلاف الحالات من التسمم بالطعام لكن أيا من العشرة ملايين في زيارة أربعينية الحسين لم يحدث إن تسمم شخص واحد منهم)) ... وقال: ((إن السرقات تكثر في موسم الحج وخاصة قرب الحجر الأسود لكنه في زيارة كربلاء لم تحدث سرقة واحدة وإذا فقد زائر حاجة ثمينة فانه سرعان ما يجدها عند احد المؤمنين الذي يسلمها له)).. وأضاف: ((أن حجاج بيت الله يؤدون الفريضة مطمئنين من الأعمال الإرهابية لكن زوار الحسين مستهدفين من قبل الإرهابيين ورغم ذلك فإنهم لا يأبهون بالمخاطر ومستعدون لتقديم مليون شهيد من اجل أداء هذه الزيارة)).. وقال: ((لكثرة المشاق التي يواجهها الحاج فإنه يقول انه لن يفكر بتكرار أدائه الفريضة مرة أخرى لكنه في زيارة الأربعين وما يلقاه الزائر من تسهيلات فإنه يصر على أن يصطحب أفراد عائلته جميعا في زيارة العام المقبل)).. ثم أضاف: ((أن الشيعة هم خير امة أخرجت للناس )). انتهى.

وصدر الدين القبانجي، لمن لا يعرفه، هو أحد أقطاب ما يسمى ((المجلس الإسلامي الأعلى)) الذي أسسته ورعته إيران الصفوية عام 1982 إبان حربها على عراق العروبة، ونصبت المقبور محمد باقر الحكيم زعيما عليه، حتى تطايرت أشلائه فيما دبر له من مقتلة، فخلفه في الزعامة أخيه عبد العزيز الحكيم، ولم يزل. والقبانجي فارسي الأصل والهوى، تم تسفيره مع بقية أهله إلى إيران نهاية سبعينيات القرن الماضي، وهناك، تولى مهام تعذيب الأسرى من إبطال جيشنا الباسل، وكان، مع أقرانه، الأكثر تنكيلا بهم، ليعود متسللا بعد الاحتلال الأمريكي لوطننا ضمن موجات دبابير الحقد الصفوية، وليتولى من موقعه في النجف قيادة بعضا من "فرق الموت" المدربة والمجهزة من قبل مخابرات وحرس إيران الصفوية والمختصة بتصفية قادة وضباط جيشنا الباسل وكوادر الدولة وكفاءات مجتمعنا، ولم يزل.

ولسنا هنا بصدد مناقشة ((فتوى)) القبانجي حول أفضلية زيارة الأربعينية على فريضة حج أو نسك الاعتمار إلى بيت الله الحرام، والتي سبقه إليها غير واحد من المضلين، فحقيقة الأمر أن ما كل ما يعرف يقال، وما كل ما يقال يرد عليه، وما قاله القبانجي مما لا يرد عليه، فهو لا يخرج عن دائرة القبيح المنكر من الأصوات التي لا ينطق بها إلا حمار، وإن أعتمر عمامة سوداء، والحمير، كل الحمير، أجلكم الله، أبعد ما تكون عن فهم وإدراك ووعي، وعليه فيستحيل أن تكون طرفا في نقاش، أو جانبا في حوار، وهي بعد هذا من أكثر البهائم طاعة لسائسيها ولو كانوا من الأمريكيين أو الصفويين، ومنهم ما يتفوق على بني جنسه، وعصابة صنفه، فيسابقهم في الطاعة والولاء لسائسيه، دون إن يكون له مطمع منهم لزيادة حصته من العلف، أو لتخفيف جهده من الكد، فمثله، أعني الحمار، ولو اعتمر عمامة سوداء، يعرف، لا بد يعرف، مَثَلُ العراقيين الشعبي ((الحمار يموت بكروته))....، وهو، أعني القبانجي، لا بد إن يكون قد قبض ((كروته))، أعني أجرته، مقدما عن فتياه، فيما البسه سائسيه من سود العمائم، وأطعموه من خضر العلائق، وأظهروه من مُذَهَب السروج.

نقول لسنا هنا بصدد مناقشة ((فتوى)) هذا المعمم غير الناطق، إنما لأمره وجه أخر، وهو الترويج لفتنة جديدة بين المسلمين، كل المسلمين، من خلال التهجم على فرائض دينهم الحنيف والسعي للحط من قدسيتها، ونسبة المنكر من الرذائل زورا إليهم، ثم تأجيج للبغضاء والكراهية بين العراقيين من المسلمين، من خلال إثارة النعرات الطائفية وإذكاء الصراعات المذهبية، وكل هذا يأتي بعد تيقن سائسي القبانجي من فشل مشروعهم الطائفي في العراق، وعجزهم، برغم كل ما قيض لهم من فرص وإمكانيات، عن فرض مذهبهم الصفوي على مناطق من عراقنا المحتل حسبوا يوما أنها من غنائمهم الأبدية، أنهم يسعون جاهدين لإشغال العراقيين بأنفسهم، فهو السبيل الذي أدركوه لتشتيت مد حركة المقاومة الشعبية لوجودهم الصفوي التي ما انفكت تتسع كل يوم، فقبل الأمس كانت الزركة، وبالأمس كانت البصرة والناصرية والديوانية والحلة والسماوة، واليوم تجاهر العشائر العربية في وسط العراق وجنوبه برفضها ومقاومتها لهم، وتمتد السواعد السمر من جنوب وطننا حتى شماله ومن شرقه حتى غربه لتتعاضد مطبقة على رقاب الخونة والعملاء وسائسيهم من المحتلين الأمريكيين والصفويين، فكونوا لها إخوة العروبة، كونوا لها إخوة الإسلام، كونوا لها أبناء العراق العربي، ولنحبط معا جميع مساعيهم لشق وحدة صفنا، ولا يشغلنا عن الضرب فيهم دسيسة محتل غادر، ولا ((فتوى)) صفوي ماكر، فلننتصر لديننا القيم بوحدتنا، فأن جل هدفهم فرقتنا، ولنتمسك بفرائضنا ومناسكنا وشعائرنا كما ورثناها عن شرعنا الحنيف، فأن غاية سعيهم تناحرنا، ولنحتضن سويا عراقنا العزيز حرا موحدا عربيا أبدا..

العراق المحتل في 2/3/2008

[email protected]

 

على الرابط التالي

http://www.ebaa.net/index.php?NEWSPHPSESSID=dd1ca651745f225cfc57277c05ab7c2a