نينوى المفتاح الرئيسي للإستراتيجية الصهيونية في تقسيم العراق
(الحلقة الثانية)
أبو علي الياسري / العراق - النجف الأشرف
4 - بدء الإدارة الأميركية بخلق بؤر التوتر والصراع الطائفي في العراق وفي بلدان أخرى، وهنا توجد ملاحظة مهمة تتطلب منا أن نذكرها وهي أنه (قد لا تسمح الإدارة الأميركية بتكوين كيان تسيطر عليه إيران في الجنوب لأنها لا يمكن أن تسمح لإيران بأن تسيطر على قسم مهم من نفط العراق، وهذه هي الغاية المهمة لأميركا، ولكنها تحرص على أن تبقى المنطقة في حالة من الفوضى والقتل والتهجير وعدم الاستقرار)، وهذا سيكون بإشغال الأحزاب والكتل الصفوية بالمطالبة وبإلحاح بإقليميين مستقلين في وسط وجنوب العراق، أسوة بالحزبين العميلين في الشمال، مما سيمهد الطريق لتهجير العشائر العربية من مدينة الموصل والعشائر العربية في الوسط والجنوب إلى المناطق السنية، لأجل إشغال تلك المناطق وإثارة الفوضى والصراع الطائفي.. الخ، وجعل العراق يغرق بالفوضى السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية، مما سيؤثر إلى عدم استقرار المنطقة العربية وخاصة دول الخليج العربي والدول الإقليمية.
5 - المباشرة بتهديد الأمن القومي لدول الخليج العربي الذي يبدأ من خلال أحداث فوضى اجتماعية وسياسية تتحول إلى فوضى طائفية، ويكون هذا عن طريق استنهاض الأدوات الصفوية الشبه النائمة المعشعشة في دول الخليج والمسيطرة على جميع المستويات وهيكلية الأنظمة الخليجية مؤسسات وبرلمانات ومنظمات حكومية وغير حكومية وما لها من امتيازات مهمة في معظم دول الخليج العربي، بسبب ما تملكه هذه الخلايا من قوة عددها وتعدادها السكاني ومكانة اقتصادية مسيطرة على الأغلبية منها أصحاب رؤوس الأموال التي تمونها إيران لامتلاكها الشركات والمصارف والبنوك المتعاملة في الشؤون النفطية وجميع المفاصل المهمة الاقتصادية في دول الخليج العربي، تلك الأدوات التي استنهضت من نومها بعد احتلال العراق، وبدأت تعيد نشاطها جراء التحامها واحتكاك عروق جذورها بالجذور الصفوية الطائفية، التي أصبحت قريبة منها، والتي لا يفصلها عنها سوى الحدود المفتوحة مع تلك الدول الخليجية.
وهذا سيمهد الطريق لتلك الخلايا سهلاً وبدون ضغط سياسي من قبل الإدارة الأميركية وسيدتها الصهيونية في إكمال مرحلة أخرى من مراحل الإستراتيجية بتهديد الأمن القومي لدول الخليج العربي من الزحف الفارسي القادم والذي سيؤدي إلى تقسيم دول الخليج العربي إلى أقاليم صفوية وعربية تابعة لنفوذ وسيطرة الدولة الفارسية، بدليل إشعار تلك الدول الخليجية بالخوف من ذلك الزحف وهذا تم بالسماح لإيران بالقيام بمناورات عسكرية وإجراء تجارب صاروخية وبجميع أنواعها وبمختلف مدياتها في عرض بحر الخليج العربي وبحماية الأساطيل الأميركية.
ومن الواضح أن تلك إشارة للمستقبل القريب لتلك الأنظمة الخليجية العربية بان الدور القادم لها وبدون استثناء هو إثارة عدم الاستقرار كوسيلة ضغط على تلك الدول الخليجية في المستقبل لأجل الهيمنة والسيطرة الأميركية على مقدرات الشعب وبترول دول الخليج العربي، مع العلم إن هذه الخدع معروفة للشعب العربي وهو يدرك جيدا أن (أميركا لا تسمح لإيران بان تهدد مصالحها في الخليج، ولا تسمح لإيران بالسيطرة على مناطق النفط في العراق، ولا تسمح لإيران بتكوين كيانات تكون تحت سيطرتها في العراق، طالما إن هذه الكيانات تحرم أميركا من خزين مهم ألا وهو النفط، ولكن عندما تشعر أميركا بأن إيران تهدد مصالحها في العراق والخليج من اجل تكوين إمبراطورية فارسية ستقوم أميركا بضرب إيران على الأغلب لأن أهداف إيران المستقبلية ستتعارض مع توجهات وأهداف الولايات المتحدة ومصالحها الحيوية.
بعد أتمام المراحل التي ذكرتها أعلاه تباشر الصهيونية العالمية وبإشراف الإدارة الأميركية ببناء القواعد الصهيو-أميركية في أشباه الأقاليم الكردية والصفوية لتكون الحصيلة النهائية والرئيسية لهذه الإستراتيجية كقوة وحيدة ومؤثرة للهيمنة والسيطرة على دول شرق آسيا وروسيا والصين والهند، والهيمنة الشاملة والسيطرة الكاملة على الأمة العربية بموجب الخطة المرسومة في إستراتيجية بني صهيون اللعينة، وهذا يكون بإسقاط أنظمة عربية سواء كان باغتيال رؤساء أو ملوك وبمختلف الطرق المعروفة لتلك الأنظمة أو بأدواتها العميلة الموجودة في كل دولة عربية من أجل تغير نمط الأنظمة العربية، بذريعة أنه حان الوقت لتطبيق "ديمقراطية الشرق أوسطية".
وفعلا سيحصل هذا بسبب تخلي الأغلبية من الأنظمة العربية عن شقيقها العراق وشعبه منذ شن الحرب عليه ولغاية مساعي البعض من الأنظمة وجامعتها العربية الوقوف مع عملاء المحتل الذين جاءوا مع الدبابات الأميركية وسعيها للترويج لما يسمى بالمصالحة الوطنية، أي التمهيد لأميركا وعملائها بتبليط الطريق لهما وتوفير الأجواء المناسبة من خلال مساعدتهما على الانسحاب بدون هزيمة والاعتراف بحكومة احتلال عميلة.
ومن هنا نتوجه لأبناء العراق الغيارى أن يفشلوا هذه المؤامرة الظالمة من خلال العمل بموجب الأمور التالية:-
- توحيد جميع العشائر وبجميع قومياتها وطوائفها وأقلياتها وأديانها وهذا يكون بإدامة الصلة فيما بينها واتخاذ القرار والعهد فيما بينهم بعدم مهاجمة رجال المقاومة الوطنية العراقية وبجميع فصائلهم الجهادية ، ورفض كل المسميات التي جاءت مع الاحتلال والتي عرفها الداني والقاصي بأنها ميليشيات أميركية معروفة على مستوى الشارع العراقي بمجالس الصحوات أو المساندة والميليشيات الطائفية.
- على جميع العشائر العراقية في نينوى وجميع المحافظات العراقية مساعدة المقاومة العراقية وإمدادها بجميع الإمكانيات المتوفرة ماديا ومعنويا وهذا يكون من خلال تزويد رجال المقاومة العراقية بكافة المعلومات المهمة عن حركة العدو وقواته وميليشياته والمتمردين من عملاء البيش مركة.
- اتحاد وتوحيد جميع فصائل المقاومة التي فعلا هدفها التحرير واستقلال العراق وفضح دور العملاء الموجودين في السلطة وكذبهم وما يدعون به من حرص على وحدة العراق والانضمام تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير.
- تحشيد كافة الطاقات لجميع القوى والحركات الوطنية والقومية والإسلامية في خدمة المقاومة الوطنية العراقية والانضمام تحت مشروع الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية مع العلم أن هذه الجبهة أبقت بابها مفتوح لمن يقبل ببرنامجها الوطني.
- على جميع العشائر العراقية وبدون استثناء الاشتراك في معركة الشرف والمصير كل وحسب إمكانياتها المادية والبشرية والعسكرية والاستخباراتية وهذا يكون بدخولها المعركة ضد المحتل الأميركي وقواته أو عملائه، ولتتذكر العشائر الأصيلة أن العدو جبان عندما يشاهد قتلاه وآلياته مدمرة ومهانة، إذ يبدأ بالانسحاب والهروب من ساحات المنازلة المصيرية مرعوبا مرهوبا، وعدم الاندفاع وراء مشاريعه الخبيثة وعدم تقديم الخدمة له ولقواته من خلال ما يسمى بالصحوة أو ما يطلق عليها من تسمية باسم القوات الساندة للقوات المحتلة.
على جميع فصائل المقاومة العراقية والمجاميع الجهادية أينما وجدت على أرض الرباط والجهاد أرض وادي الرافدين تصعيد عملياتها الجهادية ضد القوات المحتلة وعملائها في وقت واحد وبدون انقطاع.
- على جميع الإخوة الشرفاء الأحرار من الذين رضعوا لبن الحرائر من الذين انخرطوا في ما يسمى بقوات الحرس الوطني أو الشرطة أو أفواج الدفاع والطوارئ لظروفهم المعيشية أن يساندوا ويشاركوا ويسعفوا ويمونوا رجال المقاومة بكل ما يحتاج إليه هؤلاء الأبطال من مساعدة مادية وعسكرية وطبية الخ، وغض النظر عن فعالياتهم على اقل تقدير فموالاة العدو المحتل ومعاونته خيانة وتواطؤ ومذلة.
إن الإستراتيجية الأميركية الصهيونية وبحشدها الواسع للقيام بفعاليات إجرامية في نينوى تحت ذريعة مطاردة القاعدة إنما هي مسرحية جديدة من مسرحياتها البهلوانية لتوهم الشعب العراقي والرأي العام العربي والدولي والشعب الأميركي المنكوب بهذه الإدارة الإرهابية المجرمة بحق الإنسانية، من اجل ان تقول لهم إننا أنجزنا مهماتنا في العراق وانهينا نشاط الإرهاب وضربنا القاعدة في آخر معاقلها (الموصل)، ومن جانب آخر للبدا بمرحلة جديدة من خلال تحرك عملائها لكي يتبنوا ما يسمى بمشروع المصالحة في العراق ويروجوا له في إعلامهم المدجل بدجل الإدارة الأميركية والصفوية ليكذبوا على الشعب الأميركي والرأي العام الدولي ويحاولوا ان يقنعوا أنفسهم أخيرا لإيهام الشعب العراقي بأنهم يعملون خيرا لهذه الأمة والعراق،
ولكن مسعاهم مفضوح فهو تضليل للرأي العام والإيهام له والاستهانة به فالشعب والأمة يدركان جيدا أن هذه المساعي إنما يراد بها ترميم التصدع الذي حصل ويحصل في قوى العمالة والخيانة والإجرام ولا يمكن أن ينطلي على أحد فهو مسعى لمعاونة قوى الاحتلال وتمكينها من فرض السيطرة وإخضاع العراق وضرب المقاومة والقوى الوطنية الخيرة في هذا البلد العريق (العراق) الصامد المجاهد الذي سيحطم قوى العدوان والشر والرذيلة ويهزمهم بعون الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
((يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم)) صدق الله العظيم.
اللهم فرج وأحفظ العراق من كل بلاء نزل من السماء أو من الأرض خرج وتدفع بها عنا البلاء والسوء والهم والقحط والحرج وتخرجنا من الضيق منتصرين بجاه من صلى بالأنبياء ثم إلى السماء عرج وبجاه اله وصحبه لاسيما الصديق من جلة ولج برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم انصر المجاهدين فرسان العراق في نينوى وسائر ديار العراقيين.
بارك الله بكل عراقي شهم غيور وهو يدافع عن دينه وأرضه وماله، وشرفه في نينوى وأرض الرافدين.
ويا محلا النصر بعون الله.
7/3/2008