خالد السفياني لـ "العدالة والتنمية": أخاف من أن تكون الغاية من الشعار الذي رفعته منظمة المؤتمر الإسلامي غاية دفاعية
دعا خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي ورئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، في هذا الحوار المشاركين في الدورة الحادية عشرة لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بالعاصمة السينغالية دكار، إلى قطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني، سواء أكانت علاقات دبلوماسية أو مكاتب اتصال، أو علاقات تجارية أو اقتصادية أو غيرها، موضحا أنه لم يعد هناك مبرر ولا إمكانية لمصافحة مجرمين تقطر أياديهم بدماء أطفال ونساء وشيوخ فلسطينيين.
وأشار السفياني إلى أن ما يرتكب من جرائم أصبح يفرض على القادة العرب والمسلمين أن يتخذوا قرارات مماثلة وأن يرقوا إلى مستوى الظرف، مؤكدا على أن المخطط لا يقتصر على فلسطين وحدها، ولا يقتصر على لبنان وسوريا وحدهما، ولكنه مخطط رهيب يستهدف كل الأمة العربية والإسلامية.
وهذا نص التصريح الذي أجراه عبد الرحمان الأشعري مع الأستاذ خالد السفياني أمين عام المؤتمر القومي العربي ونشر في لجريدة "العدالة والتنمية" بتاريخ 14 مارس 2008:
س - تنعقد بالعاصمة السينغالية دكار الدورة الحادية عشرة لقمة منظمة المؤتمر الإسلامي، ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للمؤتمرين بهذه المناسبة؟
ج - هذا المؤتمر كما مؤتمر القمة العربية الذي ستحتضنه العاصمة السورية دمشق نهاية الشهر الجاري، ينعقدان في ظل ظروف دقيقة جدا من تاريخ أمتنا، أولا هناك محاولة الإجهاز على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومحاولة إخضاعه للمخطط الأمريكي الصهيوني، وبالتالي استعمال كل الوسائل، بما فيها ما سماه قادة الإرهاب الصهيوني بالمحرقة أو بالهلكوست ضد سكان غزة والتي ليست إلا مظهرا من مظاهر محاولة الإبادة الجماعية من أجل خضوع أبناء فلسطين لإرادة الكيان الصهيوني والإرادة الأمريكية، وبالتالي فهذا المؤتمر ينعقد وبعده مؤتمر القمة العربية في ظل محرقة حقيقية ضد أبناء غزة وفي ظل حصار شامل ضد سكانها، آلياته العملية هي الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين والتي في الواقع هي من يمارس الحصار الحقيقي. فمعبر "رفح" معبر مصري فلسطيني، ومن الممكن أن يفتح دون أي إشكال، ويمكن من خلاله أن تمر كل المواد الطبية والغذائية والوقودية، وغير ذلك من الحاجيات الأساسية لحياة الشعب الفلسطيني، لكن لحد الآن يقع الاحتجاج بأن هناك اتفاقيات دولية، والتي بغض النظر عن أنها لا تسري على مصر، فإنها لا يمكن أن تصلح حجة للمساهمة في تقتيل أبناء غزة، لأن الكيان الصهيوني طيلة حياته القصيرة لم يحترم أي التزام ولم يحترم أية اتفاقية كيفما كانت طبيعتها، وقلنا سابقاً ونؤكد حالياً بأنه إذا كان الصهاينة يخرقون الاتفاقات من أجل القتل، فنحن نطالب حكامنا بخرق الاتفاقات إن وجدت من أجل الحياة، من أجل إعطاء الحياة لشعبنا الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة، وهذا أمر مشروع بل واجب حتى إذا لم يكن عربي إسلامي فهو واجب إنساني للحيلولة دون ارتكاب المحرقة، إذن المطلوب من الأمة الإسلامية ومن الأمة العربية أن يعلنوا في مؤتمرهما بشكل واضح وقوفهما ضد الإرهاب الصهيوني وضد جرائمه المتواصلة، والتي لن تتوقف رغم كل محاولات الظهور بمظاهر الهدنة من أجل إخماد تحركات الشعب العربي، ومن أجل إخماد تحركات أحرار العالم ضد الإجرام الصهيوني، يجب إعلان موقف صريح ضد هذه الجرائم المتواصلة، ولكن الظرف يتطلب عدم الوقوف عند إصدار موقف بالإدانة، يتطلب الآن بشكل كامل اتخاذ مبادرات عملية لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ولتمكين أبناء فلسطين من الاستمرار في الصمود من أجل تحقيق وانتزاع حقوقهم الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف، ومن بين هذه الوسائل التي يجب أن تقرر وأن تعلن، فتح المعابر التي بإمكان العرب والمسلمين فتحها، وخاصة معبر رفح، وإعلان أن الأمة العربية والإسلامية قد قررتا تزويد الفلسطينيين بكل ما يحتاجونه، والقيام بذلك على أرض الواقع، بإسعاف الشعب الفلسطيني في أسرع وقت ممكن بكل ما يحتاجه من أجل الحياة، من أجل دعم الصمود ومن أجل مواجهة جرائم الاحتلال، إذن بالنسبة للقضية الفلسطينية الأمر واضح، ويضاف إلى ذلك أنه إذا كان هناك من ضغط سيمارس، فيجب أن يكون ضغطا من أجل وحدة وطنية فلسطينية على قاعدة المقاومة وعلى قاعدة التمسك بالثوابت، وعلى قاعدة عدم التفريط في أي حق من الحقوق الثابتة سواء تعلق الأمر بالقدس، أو تعلق بقضية تقويض كل المستوطنات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية.
س - مقاطعاً، جاء في حديثكم على أن المطلوب من منظمة المؤتمر الإسلامي القيام بمبادرات عملية اتجاه القضايا العربية والإسلامية المطروحة، وليس الاكتفاء فقط بإصدار البيانات والبلاغات، ماذا تقصدون بالمبادرات العملية؟
ج - نحن لا نطلب الكثير الآن، نحن نطلب مواقف عملية لمواجهة الإرهاب الصهيوني ولدعم صمود الشعب الفلسطيني، وهي مطالب محددة وواضحة وبسيطة، الشعب الفلسطيني في حاجة إلى من يساعده على الحياة وعلى الصمود، وبالتالي فتح المعابر، وتزويد الضفة وغزة بما تحتاجه من مواد غذائية وغيرها، ولربما مطلوب من القمة الإسلامية ومطلوب من القمة العربية بعدها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموجودة بين الأدراج، ليس هناك ظرف أكثر إلحاحا في تنفيذ هذه الاتفاقية في الظرف الراهن، وفي نفس الاتجاه المطلوب من القمتين الوقوف ضد التهديدات الأمريكية الإرهابية لكل من لبنان وسوريا، يجب أن لا ننسى أن البارجات الحربية الأمريكية التي اتخذت لها قاعدة قبالة الشواطئ اللبنانية، هي بارجات من أجل توجيه التهديد المباشر للمقاومة اللبنانية ولسوريا حتى تتخلى عن دعمها لهذه المقاومة، الآن إما أن نعلن تنفيذ اتفاقية الدعم المشترك العربية، وإلا لن يكون هناك أي جدوى من الاجتماع ومن الحوار، وتنفيذ هذه الاتفاقية يعني أن نقول لأمريكا بأعلى أصواتنا، نحن لا يمكن أن نسمح بأي تهديد لا للبنان ولا لسوريا ولا لأي قطر عربي أو دولة إسلامية، وفي نفس الوقت عملياً الظرف لا يسمح باستمرار العلاقات مع الكيان الصهيوني، ومن الإجراءات العملية إعلان قطع العلاقات، وهنا أود أن أتوجه على الخصوص إلى القيادة الموريتانية التي نقدر عالياً أنها قيادة منتخبة من طرف الشعب الموريتاني الشقيق انتخاباً ديمقراطياً، نطلب من هذه القيادة أن تكون السباقة لإغلاق سفارة الكيان الصهيوني في نواكشوط، والإعلان عن قطع العلاقات، وأن يتخذ قرار في القمة الإسلامية وفي القمة العربية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وبسحب السفراء، إذ ليس هناك مبرر ولا إمكانية لمصافحة مجرمين تقطر أياديهم بدماء أطفال ونساء وشيوخ فلسطينيين، وقطع العلاقات يجب أن يكون على جميع المستويات سواء كانت مكاتب اتصال أو كانت علاقات تجارية أو اقتصادية أو غيرها، يجب اتخاذ موقف بإنهاء هذه العلاقات، ويجب أيضا عدم الرضوخ للضغط الأمريكي في استئناف المفاوضات مع الكيان الصهيوني.
س - أنتم تعرفون أن هذه المؤتمرات لا ترقى إلى اتخاذ مثل هذه القرارات، فعن أية انتظارات تتحدثون؟
ج - ما أتحدث عنه هو انتظارات أبناء الأمة العربية والإسلامية، هو انتظارات الإنسانية جمعاء، لم يعد هناك مجال للتفاوض مع الكيان الصهيوني، سواء من طرف الفلسطينيين أو من طرف العرب والمسلمين، يجب إيقاف كل المفاوضات التي أصبحت تشكل عملية لتسويغ وتبييض الجرائم الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني المقاوم. طبعا هي انتظارات في كثير من الأحيان نقول بأننا يجب أن لا ننتظر الكثير من قمم عربية أو إسلامية، لكن أعتقد أن ما يرتكب من جرائم أصبح يفرض على القادة العرب والمسلمين أن يتخذوا قرارات مماثلة، وأن يرقوا إلى مستوى الظرف، خاصة وأن المخطط لا يقتصر على فلسطين وحدها، ولا يقتصر على لبنان وسوريا وحدهما، المخطط هو مخطط رهيب ضد كل الأمة العربية والإسلامية، وإذا لم يكن هناك موقف موحد في مواجهة هذا المخطط. موقف عملي صارم، فلينتظر كل قطر عربي وإسلامي ساعة تنفيذ مقتضيات هذا المخطط ضده، ولذلك فانتظاراتنا هي انتظارات أساسية، وانتظارات ضرورية للمرحلة، لولا التحرك الجماهيري في مختلف الأقطار العربية وفي العديد من الدول الإسلامية، لولا الموقف شبه الشجاع من طرف وزراء الخارجية العرب، لما أعلنوا أن القمة قد تسحب المشروع العربي وقد تتخلى عنه، ولولا بدايات الغضب التي ظهرت سواء في الشارع العربي، أو من طرف النظام الرسمي العربي، لما توقفت مجزرة غزة، فما أوقف مجزرة غزة هو المواقف العامة التي صدرت بالإضافة إلى المقاومة البطولية والشرسة على الأرض والتي جعلت الكيان الصهيوني يراجع حساباته بالنسبة للعدوان على غزة.
إذن هذا مطلوب ومطلوب أيضا الضغط دوليا، وهنا لابد من إثارة الانتباه، إلى أن المعول عليه دوليا ليس هو مجلس الأمن، لأن هذا الأخير هو فقط مجلس للقمع الدولي، ولم يعد مجلسا للأمن الدولي، منذ أن أصبحت الإدارة الأمريكية الإرهابية تمارس ما تريد داخل مجلس الأمن، وتستعمل "الفيتو" ضد كل قرار يمكن أن يوقف الإجرام والإرهاب، لم يعد من المفيد اللجوء إلى مجلس الأمن، لأن نتائج هذا اللجوء أصبحت واضحة، المفروض هو الضغط على مستوى الرأي العام الدولي، وبالنسبة لمختلف المنظمات وبالنسبة للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وبالنسبة للهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وغيرها، وهذا شيء ممكن وواجب في نفس الوقت، وأعتقد أن المشروع الإرهابي الأمريكي الصهيوني يتطلب مثل هذه الوقفة الحاسمة، طبعاً الإشكالات المطروحة على القمة الإسلامية وعلى القمة العربية بعدها لا تخص فلسطين وحدها، فهناك أيضا ما يجري في العراق، والذي يجب أن لا ننساه بالمطلق، هو أن العراق لا يزال يعيش تحت رحمة جرائم القوات الأمريكية والحكومة العميلة لها داخل العراق.
س - إذن ماذا تنتظرون من قمة سيمثلها العراق بهذه الحكومة العميلة؟
ج - هذه الحكومة لا تمثل الشعب العراقي، ولكنها تمثل الاحتلال الأمريكي، وتقديم الدعم للشعب العراقي في معركته المصيرية من أجل تحريره من الاحتلال واجب أساسي في هذه المرحلة، لأنه يشكل نقطة أساسية قد تكون نقطة تحول في النظام العالمي الحالي، هناك مشكل الصومال أيضا الذي بدأ ينسى، واحتلاله من طرف القوات الإريتيرية بالنيابة عن القوات الأمريكية، هناك إشكالية السودان التي يجب أن ينظر إليها بجدية أيضاً، لأن مخططات تقسيمه ماضية بشكل سريع وحثيث، ومخططات التقسيم ترمي إلى تجزيئه إلى أربع دويلات، غير أن عملية تقسيم السودان لن تكون أمراً سهلاً وفي المتناول، كما أن قضيته كما يراد لها أن تفهم ليست قضية دارفور، أو قضية جنوب أو شرق وغرب، قضية السودان هي قضية بلد عربي يتوفر على ثروات هائلة من المياه والنفط، وله قدرة هائلة في حل الإشكاليات الغذائية في العالم العربي والإسلامي، ولذلك فلا يراد له أن ينعم بالاستقرار حتى لا يلعب هذا الدور الحيوي بالنسبة للمستقبل، وما نقوله عن السودان يمكن أن يقال عن العديد من الأقطار العربية والإسلامية، وبهذا الخصوص نتساءل: هل وصل الوقت لكي يستفيق الحكام العرب وحكام المسلمين من سباتهم ويتحكموا في ثرواتهم لفائدة شعوبهم عوض أن تتحكم فيها وأن تنهبها إدارة بوش..؟، هذا سؤال مطروح على القمة الإسلامية ومطروح على القمة العربية، وهو سؤال عريض لا تكفي فيه مواقف الشجب والإدانة، ولكن يتطلب إجراءات عملية على مختلف المستويات، ويتطلب التدخل المباشر من أجل تمتين وحدة الدول العربية والإسلامية، ومن أجل تمتين وحدة القوى الوطنية في فلسطين وفي لبنان وفي العراق وفي غيرها، على قاعدة رفض مخططات الاحتلال والاستعمار بالنسبة لهذه الأقطار جميعها.
س - منظمة المؤتمر الإسلامي تنعقد تحت شعار "الإسلام في القرن الحادي والعشرين"، كيف تقرؤون هذا الشعار؟
ج - أخشى أن تكون الغاية من هذا الشعار غاية دفاعية، وكأن الإسلام في موقع الاتهام، ويجب أن ندافع عنه، الإسلام أكبر من أن يدافع عنه أي كان، الإسلام دين لم يسبق لديانة قبله ولا لديانة عاصرته أن كانت في مستوى ما يدعو له من تسامح ومن اعتدال ومن حوار، لكن الإسلام في نفس الوقت لا يسمح بذهاب أرواح المسلمين هباء، لا يسمح بتحويل فكرة الحوار والاعتدال إلى فكرة الخضوع والخنوع للمستعمر والمحتل، الذي يمارس الإرهاب في العالم الآن والذي هو الولايات المتحدة الأمريكية، لنتأمل المشهد قليلاً، سوف نجد أن العالم كله في حالة غليان، وكلما اقتربنا من أية نقطة غليان إلا ووجدنا أن الإرهاب الأمريكي هو السبب فيها، هو المحرك لها، وهناك مخططات أخرى يراد أن تكون بديلاً عما هو موجود الآن، مثلاً تحضير بعض العملاء ممن يسمون بالأمازيغ أو الأكراد من أجل خلق فتن أخرى في أقطار عربية وإسلامية أخرى، في حين أن الإسلام وحد كل الأجناس والأعراق في هذه الأقطار، ولم تعرف طيلة قرون أي اصطدام بينها داخل الدولة الإسلامية أو داخل الدولة العربية الواحدة. الآن يقع التحضير من طرف العملاء لاختلاق اصطدامات وحروب أهلية انطلاقا من الاختلاف العرقي أو المذهبي، يجب أن لا ننسى أن هناك محاولة لاختلاق حروب بين الشيعة والسنة، ومحاولة لاختلاق حروب بين الأكراد والعرب، بين الأمازيغ والعرب، رغم أن هذه المحاولات لا يمكن أن تؤتي أكلها، نظرا لأن الغالبية العظمى من أبناء هذه الأمة لا يعتبرون أن الخصم هو هذا العرق أو ذاك، هو هذا المذهب أو ذاك، ولذلك تخوفت من أن يكون هذا الشعار منطلقاً للدفاع، في حين أننا لسنا في حاجة إلى دفاع، يجب أن نرسم الخريطة كما هي، الخريطة تقول إن الإدارة الأمريكية الإرهابية الحالية، تحاول أن تخلق ما أسمته بـ"الفوضى الخلاقة" في عدة أنحاء من العالم، بدأت في مناطق محددة إسلامية، ثم انتقلت إلى مناطق عربية، والآن تحاول أن تفتعل نفس الإشكالات داخل أمريكا اللاتينية، عندما بدأت تفلت من سيطرتها، وبالتالي فالذي يمارس الإرهاب الحقيقي على الشعوب وعلى الإنسانية جمعاء هو الإدارة الأمريكية وليس الإسلام، وإذا قاوم المسلمون أو المسيحيون أو غيرهم الاحتلال، وإذا ناضلوا ضد الاستعمار الجديد، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا محل اتهام، يجب أن نقولها صراحة وأن نعلنها صراحة، كل الشرائع الدينية وكل الأوفاق الدولية تعتبر أن من حق الشعوب الدفاع عن نفسها، ومن حقها استعمال كل وسائل المقاومة من أجل استعادتها لحريتها وثرواتها وتقرير مصيرها، لذلك أتمنى أن يخيب القادة المسلمون ظني في هذا الشأن وأن يكون شعار "الإسلام في القرن الواحد والعشرين" شعاراً من أجل التأكيد على أن الإسلام كدين برئ من كل التهم الأمريكية، وأن الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الأمريكي الاستعماري.
س - في سياق إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، هناك دعوات أمريكية تقول بإعادة النظر في المناهج التعليمية والتربوية، ما هو تعليقكم؟
ج - هناك طبعاً محاولة لتكييفنا ولطمس هويتنا ولاختراقنا ولزرع ثقافة الهزيمة فينا، ولنزع كل بذور ثقافة المقاومة حتى يتمكنوا من الهيمنة المطلقة على أبناء الأمة العربية والإسلامية، وهذا الأمر لا يقتصر على جانب الاحتلال العسكري، هناك محاولة للاحتلال الاقتصادي والتجاري، وكلها محاولات تدخل في إطار واحد، هو المخطط الاستعماري الجديد الذي خططته مختبرات الإدارة الأمريكية والبريطانية وغيرها من الإدارات الاستعمارية الجديدة.
س - في حالة استمرار منظمة المؤتمر الإسلامي في نهج سياسة بيانات التنديد والشجب، ما هو البديل في رأيكم لمواجهة التحديات القائمة في عالمنا الإسلامي؟
ج - البديل سيكون بالتأكيد بديلاً جماهيرياً في كل الأقطار العربية والإسلامية ومن طرف كل أحرار العالم، أبناء هذه الأمة لا زالوا بخير على الرغم من كل الضغوط والقمع الذي يتعرضون له، آمنوا ويؤمنون بأن هذه القضايا تمس مصيرهم حيثما كانوا، وبأنها تتعلق بهم أيضا وبأنهم لا يمارسون عملية التضامن فقط، بل يمارسون عملية الدفاع عن النفس، وفي هذا الإطار آمنوا أيضا أن الدفاع عن النفس وانتزاع الحقوق لا يمكن أن يكون بدون ضريبة حتى لو منعوا وقمعوا، فسيستمرون في مواجهة هذا المخطط الرهيب من أجل تحرير الأمة وليس فلسطين وحدها، ومن أجل النهوض بهذه الأمة، لأننا في حاجة حقيقة إلى نهضة عربية وإسلامية قادرة على أن تحفظ لنا إمكانية الاستمرار في ظل عالم التكتلات، وفي ظل عالم أصبحت تهيمن فيه القوة عوض الحوار والتعايش والتوافق.