خمس سنوات ولازال الجرم مستمراً
بيان صادر عن الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي:
خمس سنوات مرت على بداية غزو العراق من طرف قوات الإرهاب الأمريكية البريطانية.
خمس سنوات من الإبادة الجماعية للشعب العراقي ومقوماته الحضارية، ومن الإجهاز على البنى التحتية ونهب ثروات العراق وملاحقة واغتيال العلماء وإذكاء الفتن الطائفية والحرص على تعميم ما أسماه الغزاة بالفتنة الخلاقة.
خمس سنوات أسقطت كل المبررات التي اختلقها الغزاة لارتكابهم جرمهم المشهود، فلا أسلحة دمار شامل، ولا علاقة للشهيد الرئيس صدام حسين بـ"القاعدة"، ولا ديمقراطية تحققت، وأثبتت السنوات الخمس أن رئيس البيت الأبيض ومحيطه وأزلامه كذبوا عمداً على الشعب الأمريكي وعلى العالم، واختلقوا ما يعرفون أنه مخالف للحقيقة، وما لم يكن مبرراً - حتى لو كان صحيحاً - للعدوان على العراق وارتكاب إحدى أكبر جرائم العصر.
حصيلة السنوات الخمس، هي أكثر من مليون شهيد في العراق وملايين الجرحى في مسيرة عرفت باستعمال كل أسلحة الدمار الشامل، ومئات الآلاف من الأسرى والمعتقلين، وسجون مورست فيها أبشع أنواع التعذيب والتنكيل، وملايين من النازحين والمهجرين، وثروات نهبت في واضحة النهار، وفقدان لأبسط وسائل العيش بالنسبة لأبناء العراق.
لكن الحصيلة أيضا هي استمرار المقاومة البطلة للاحتلال من طرف الشعب العراقي، وصمود منقطع النظير، وتساقط لكل الطغاة الذين ساهموا في هذا الجرم، فمن اليمين الإسباني إلى الحكومة الإيطالية إلى طوني بلير إلى صقور "المحافظين الجدد" بالبيت الأبيض، وحزبهم في الطريق إلى الهاوية.
الشعب العراقي لم يرمن الغزاة وعملائهم في إطار ما يسمى بالعملية السياسية إلا الدمار والإبادة والإذلال وخلق وتعميق الفتن الطائفية والمذهبية والحرمان من كل ضروريات الحياة، ومصادرة كاملة للحرية والديمقراطية والكرامة، والغزاة لم يروا من الشعب العراقي إلا المقاومة والصمود والتصدي لكل أشكال العمالة والتآمر، وإذا كانت السنوات الخمس من الاحتلال والإرهاب الأمريكي - البريطاني قد كشفت عن الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية وعملائها، فإنها كشفت أيضا عن طبيعة النظام العربي الرسمي وعن تبعيته لقادة الإرهاب الدولي وخضوعه الكامل لإملاءاتهم وعن عجزه عن القيام بالدور الذي يفرضه عليه الواجب القومي والديني والإنساني.
والآن، وأمام الاندحار البين والملموس لقوى الاحتلال والغزو، تحاول الإدارة الأمريكية المنهارة الاستنجاد بعملائها من جهة، ومن جهة أخرى تحويل الصراع من صراع احتلال - مقاومة، صراع عربي أمريكي، إلى صراع عربي - فارسي مستغلة أخطاء وممارسات ارتكبتها السياسة الإيرانية في تعاطيها مع المسألة العراقية، وآخرها زيارة الرئيس احمدي نجاد لبغداد المحتلة والاجتماع باركان "العملية السياسية" التي يستخدمها المحتل لتمديد وجوده وتغطية احتلاله، ومن جهة ثالثة محاولة إقحام العرب والمسلمين في مربع المستنقع العراقي وتحويلهم إلى درع واقية لقوات الاحتلال.
إن المؤتمر القومي العربي إذ يؤكد اعتزازه بصمود الشعب العراقي وبمقاومته البطولية، ويتوجه بالتحية والتقدير لأرواح شهداء العراق وللأسرى والمعتقلين في معتقلات وسجون الغزاة وعملائهم، وللجرحى والمكلومين، وللنازحين والمهجرين، وإذ يؤكد إيمان أبناء الأمة بأن النصر آت وبأن مصير الغزاة وعملائهم الاندحار والفرار من أرض العراق ، فانه يؤكد بهذه المناسبة:
- إدانته وشجبه للغزاة وعملائهم داخل وخارج العراق.
- أنه لا حل في العراق إلا بطرد الغزاة وعملائهم، ولا سبيل إلى ذلك إلا المقاومة ودعم كفاح الشعب العراقي في معركته من أجل التحرير والكرامة، ومن أجل رحيل المحتل واستعادة الشعب العراقي لزمام أمره في إطار نظام ديمقراطي حقيقي لا مكان فيه للعملاء والقتلة.
- يؤكد على أنه على النظام العربي الرسمي أن ينتبه إلى خطورة الاستمرار في موالاته للاحتلال وعملائه والخضوع للإملاءات الأمريكية، والى ضرورة طرد حكومة الاحتلال من الجامعة العربية لأنها تمثل الاحتلال الأمريكي وليس الشعب العراقي، وإلى رفع شعار تحرير العراق من الاحتلال وتقديم كل أشكال الدعم للشعب العراقي في معركته من أجل تحقيق هذا الهدف.
- يوجه المؤتمر تحية خاصة لكل الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وعملائه ويطالب المجتمع الدولي بالعمل الجاد من اجل إطلاق سراحهم وإغلاق سجون العار الأمريكية في العراق.
- يؤكد المؤتمر القومي العربي أن أي حديث عن مصالحة وطنية في ظل الاحتلال لا يمكن أن يكون إلا إفرازا من إفرازاته، وأن أية مصالحة وطنية يجب أن يكون أساسها وبرنامجها طرد الغزاة وبناء العراق المستقل الديمقراطي والموحد والمتحكم في مصيره وفي ثرواته.
- يحذر المؤتمر من السقوط في فخ الاحتراب الداخلي أو الاقتتال العرقي أو المذهبي أو الديني أو العربي الفارسي، ويتوجه مجددا إلى القيادة الإيرانية مطالبا إياها بمراجعة سياساتها في العراق وتغيير تعاطيها مع الشأن العراقي على قاعدة دعم مقاومة الاحتلال، والتوقف عن تقديم الدعم للعملية السياسية وعملاء الاحتلال والخروج من اسر الماضي الذي يفرق ويبدد، إلى رحاب المستقبل الذي يصون ويوحد.
- يناشد المؤتمر جماهير الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم مواصلة دعم شعب العراق في مقاومته للاحتلال وفضح ومواجهة الغزاة والرفع من التعبئة والتصدي للاحتلال والمحتلين وعملائهم.
الرباط في 20/03/2008