الإعلام السياحي غائب عن الساحة الإعلامية العربية
عاطف شقير - إعلامي من فلسطين المحتلة من بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت
عندما كنت طالبا في قسم الصحافة عام 1998م، تلقى قسم الصحافة في جامعة النجاح الوطنية دعوة من قسم الصحافة في جامعة بيت لحم وذلك لحضور مؤتمر الصحافة الأول الذي يعقد لطلبة الصحافة في جامعة بيت لحم ، والذي آثار اهتمامي في هذا المؤتمر بعض المحاضرين في تلك المؤتمر والذي تحدثوا عن نوع جديد من الإعلام لم أكن أسمع عنه وأنا طالب في السنة الأولى من تخصص الصحافة ألا وهو الإعلام السياحي حيتها شعرت بأنني أضفت إلى مخزوني المعرفي إضافة نوعية في هذا المجال الهام.
فالإعلام السياحي نوع هام يعنى بالتغطية الإعلامية للمواقع الأثرية والتاريخية والسياحية مثل مدينة القدس وبيت لحم وغيرها وذلك من خلال البرامج الوثائقية التي تهتم بتاريخ تلك المواقع وأهميتها السياحية ولعلنا ندرك أهمية هذا النوع من الأعلام عندما نعلم أن هذا النوع يهتم بما يعرف بتاريخ الحضارات القديمة القائمة على الآثار والبقايا الحضارية القديمة الدالة على عظم تلك الحضارات وأهميتها.
فالإعلام السياحي يعنى بتاريخ الحضارة ويفند الآثار والتاريخ التي يرتبط بها وإلى أي جهة تتبع تلك الآثار علاوة على ذلك العادات والتقاليد التي كانت تجرى في تلك المجتمعات القديمة وذلك عن طريق البرامج الثقافية أو عن طريق الحوارات واللقاءات مع خبراء الآثار السياحية الذين يدركون تمام الإدراك أهمية تلك المواقع التي تشير إلى الأهمية الحضارية العريقة في تلك البلاد.
أما فيما يتعلق بصحفنا الفلسطينية فأنها لا تعنى بهذا النوع من الإعلام ولا توظف الخبراء الإعلاميين السياحيين في تلك المؤسسات الإعلامية لتغطية الأخبار السياحية كما هو المعتاد مع الجوانب السياسية والاقتصادية.
زد على ذلك إن الرسالة الإعلامية السياحية غائبة عن الساحة الأدبية والعالمية إلا في بعض المجلات والكتب التي تحضن في إحدى جوانبها بعض من المعلومات السياحية دون أن يكون هذا العمل يخضع لبرمجة إعلامية هامة.
والذي يجب الإشارة إليه هو أن شركات السياحة هي التي ربما تنشط في إثراء المجال الإعلامي السياحي وذلك عن طريق إصدار النشرات السياحية الهامة بالإضافة إلى ذلك قد تلجا بعض الشركات السياحية العربية إلى إنشاء موقع إلكتروني يعنى بنشر الأخبار والمعلومات السياحية المحلية.
وهذا يشكل إضافة إعلامية هامة من قبل تلك المؤسسات، علاوة على ذلك أن الدليل السياحي سواء أكان بشري أو على هيئة كتاب يشكل مصدر إعلامي هام للأجنبي القادم على البلاد وهذا يثري المخزون المعرفي لدى الأجنبي القادم ويشترط في هذا الدليل أن يخاطب السائح الأجنبي بلغته الأم وهذا ما يعزز أهمية الإعلام السياحية الغائب عن مؤسساتنا الإعلامية بشي أنواعها.
وهذا يتطلب إعادة النظر في هذا الجانب من قبل المؤسسات ومحاولة صياغة برامج إخبارية وإعلامية دورية في الجانب السياحي على مدار الوقت.
أما بالنسبة للجمهور فالإعلام السياحي له جمهور ضئيل لأنه متعب في البحث عن مصادر المعلومات حيث لا يجد في الصحيفة أو الإذاعة أو التلفزيون ما يسد به رمقه ف المعرفة السياحية الأمر الذي يتطلب تسهيل العملية والمهمة على تلك الباحث في تطوير هذا الجانب لكي يكون على صفحات الصحف والمجلات وعلى شاشات التلفزة لإثراء هذا الجانب في البحث والدراسات.
وهذه الطريقة تحتم النهوض بهذا الجانب الإعلامي الهام وذلك عن طريق الولوج في السبل الآتية:
1 - تعيين قسم إعلامي خاص يعنى بالتغطية الإعلامية السياحية وذلك في مختلف المؤسسات الإعلامية سواء أكانت الصحيفة أو الإذاعة أو التلفزيون.
2 - تعيين مراسلين إعلاميين لتلك المؤسسات هدفهم التغطية المستمرة لتلك المواقع السياحية في تلك البلاد والتعريف بها.
3 - تقوية الرسالة الإعلامية السياحية ،وذلك بالتأكيد على المراسلين الاهتمام بهذا الجانب الهام وعدم اللامبالاة فيه.
خلاصة القول، أن الإعلام السياحي يشهد غيابا عن الساحة العربية إلا من رحم ربي لهذا لا بد من تضافر الجهود المؤسساتية الإعلامية للرقي بهذا الجانب الإعلامي الهام؟.