كلمة باختصار عن علم العراق الوطني

د. فؤاد الحاج

إن النجوم الثلاث في العلم العراقي فعلا لا تعني شعار حزب البعث العربي الاشتراكي أي الوحدة والحرية والاشتراكية إنها رمز الوحدة السورية المصرية العراقية التي كان من المفترض أن تتم عام 1963 أيام المد الوحدوي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان علم مصر يتوسطه نجمة واحدة، وعلم سوريا يتوسطه نجمتان والعراق ثلاث نجمات ومن ثم غيّر السادات علم مصر بعد "كامب دايفيد" المشؤمة وبقي علم سوريا دون تغيير وكذلك علم العراق إلى أن أضاف له الرئيس الراحل الشهيد صدام حسين كلمة (ألله أكبر) بخط يده.

ولكن موضوع تغيير العلم العراقي كانت من أولويات الاحتلال الصهيو-أمريكي ورعاع إيران والمتمردين الكرد أمثال طالباني وبرزاني وجماعتهم تنفيذاً لتقسيم العراق وإعادة تقسيم البلاد العربية بدءا من العراق كما أعلن بوش الصغير في بدايات أيار 2003 إثر احتلال العراق، والكل لا زال يذكر أن موضوع العلم الجديد وألوانه كانت مدار جدل وبحث منذ الأيام الأولى لتشكيل حكومة الاحتلال وقد تم وضع أعلام مختلفة ألوانها وأشكالها إلى أن استقر رأي المتمردين الكرد وأعوان إيران على لون علم مغتصبي فلسطين العربية ونشر عبر وسائل الإعلام المختلفة وعبر شبكة الانترنيت ولكن بعد الرفض الشامل من قبل الأغلبية من الأصلاء من شعب العراق تم تأجيل فكرة تغيير العلم على أن يتم إعادة بحث هذا لموضوع بعد ما سمي انتخابات والآن وبعد أن اعتقد الرعاع أنهم باتوا يسيطرون على الموقف في العراق تم فرض حذف النجوم الثلاث بذريعة أنها ترمز إلى شعار حزب البعث العربي الاشتراكي أي الوحدة والحرية والاشتراكية كما أسلفنا، وهنا نؤكد بأنه سيتم تغييره لاحقاً أيضاً لأنها ستصبح أعلام وكل من العصابات المتنفذة حالياً في بعض مناطق العراق ومحافظاته لها علمها الخاص بها تريد أن ترفعه تحت شعار الفيدرالية كما فعلت عصابات بارزاني وطالباني علناً.

لذلك نقترح على كل الشرفاء من أبناء العراق في كل أماكن تواجدهم وعلى كل المطربين والفنانين والرسامين والإعلاميين أن يرفع كل منهم وبأسلوبه الخاص علم العراق الوطني بنجماته الثلاث وألوانه التي ترمز إلى التاريخ العربي المشرّف للأمة العربية كما عبّر عنها الشاعر العراقي صفي الدين الحلي، والتي منها استخلصت الثورة العربية الكبرى علم الوحدة العربية أيام الشريف حسين في بلاد نجد والحجاز ( خلال انطلاقة الثورة العربية الكبرى عام 1916) أي قبل الاحتلال والخداع البريطاني للشريف حسين ولأولاده من بعده ومن ثم احتلالهم للجزيرة العربية والخليج العربي:

إنّا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً

أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا

بيض صنائعنا، سود وقائعنا

خضر مرابعنا، حمر مواضينا

نقول أنه لشرف كبير لكل عراقي حر وشريف وكذلك أيضاً هو لشرف كبير لكل عربي حر ووطني وقومي مخلص لأمته أن يرفع علم العراق الوطني إلى جانب علم فلسطين العربية إلى أن يتم دحر الاحتلال وأعوانه وتحرير العراق وبعد ذلك لكل حادث حديث.