عندما يتمنى ماكين أن يلتقي كاسترو "سريعا" كارل ماركس
الدكتور غالب الفريجات - الأردن
ماكين الذي يتقدم السباق في ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، سياسي يميني أحمق، يسير على خطى مجنون أهوج في البيت الأبيض، وقد اتهم من قبل الصحافة الأمريكية، بأنه أقام علاقات جنسية مع إحدى الناشطات في حملته الانتخابية السابقة، واستطاع أن يوفر لها بعض الامتيازات، من خلال رئاسته لإحدى لجان الكونغرس، ويظن واهما أن في مقدوره أن ينتخبه الأمريكان، بعد ورطهم الحزب الجمهوري والجناح اليميني فيه على وجه التحديد، من خلال استغلال غباء الرئيس في العدوان على أفغانستان والسقوط في وحل احتلال العراق، الذي كسرت فيه المقاومة العراقية شوكة أمريكا، وأذلتها أمام العالم، وكشفت عري الدولة العظمى.
ماكين هذا العجوز الأحمق يطالب ببقاء القوات الأمريكية في العراق مئة عام، وهو لا يعي أن دولته وقواتها باتت لا تملك القدرة على البقاء في العراق مئة يوم، و يبدو مغفلا ولا يعي شيئا من مجريات الأمور في دهاليز سياسات البيت الأبيض، التي باتت أضحوكة للعالم، بعد أن فقت وزنها وقدرتها على التحرك في العراق، ولم يعد في مقدورها على إقناع أحد بصوابية مواقفها، لا في أوساط الشعب الأمريكي، ولا في العالم، لأن العراق ببطولة أبنائه حرمها من أحلامها الامبريالية، وسيدفن الحزب الجمهوري إلى سنوات قادمة، لأن الشعب الأمريكي ليس في وارد تقديم أبنائه قربانا لمصالح لوبيات النفط والسلاح وحماية الصهاينة، أو لسواد عيون العملاء والجواسيس ممن قدموا على ظهور دبابات الاحتلال.
بمناسبة إعلان المناضل العالمي فيدل كاسترو، زعيم كوبا وصانع مجدها الحديث، بعد أن قضى على حكم باتيستا عميل المخابرات الأمريكية، إذ يخرج علينا هذا العجوز الأحمق بتمنياته أن يلحق كاسترو "سريعا" كارل ماركس، وينسى هو أنه سيلحق باسوا ما أنجبت أمريكا من رؤوسا، ولن يكون في مقدور التاريخ إلا أن ينعته بأنه عجوز أحمق خرف، لا يليق بأمريكا "الدولة الديمقراطية" أن يدير دفة حكمها هذه النوعية من الرجال، وأن كاسترو المناضل لا يضيره أن يلحق كارل ماركس، صاحب النظرية العالمية التقدمية، التي وضعت حدا لبشاعة الرأسمالية توغلها.
شتان بين نهاية رجلين، مناضل عالمي يلحق بعد عمر طويل بركب المناضلين في سبيل الحرية، الذين وقفوا شامخين في وجه الظلم والعدوان، وبشاعة الممارسات الامبريالية الهمجية، التي داست على كل قيم الأمم والشعوب، وأهانت الإنسانية، وسرقت طعم الحياة من عيون أبنائها، وبين سياسي أحمق متعطش لدماء الشعوب، وسارق لخيرات الأمم، ومنحاز إلى الظلم والعدوان، لأنها من صنع يديه، ولكن دوما يعلمنا التاريخ، أن هذا الأحمق سيجر أذيال الخيبة، مع نهاية كل صراع، وشتان بين كاسترو المناضل وماكين العجوز الأحمق، فالعالم يتمنى للأول طول العمر وحسن الختام، وللثاني وكل زمرة حزبه الاندثار السريع، حتى تنتهي الويلات التي جلبوها على أمم الأرض وشعوبها، بسبب عدائهم للإنسانية.