احذروا صفاقة الفرس ومجوسيتهم

الدكتور غالب الفريجات - الأردن

أعلن محمود احمدي نجاد أن إيران هي "القوة الأولى في العالم، واليوم يعني اسم إيران لكمة قوية في فك الدول القوية ويوقفها مكانها"، وقال "ترون أن البعض هنا يحاولون تطبيق مخططات العدو، عبر تأكيدهم بأن إيران صغيرة والعدو كبير"، وأضاف "هؤلاء يضعون أعداء الإنسانية مكان الله"، وأكد أن بلاده ستخرج منتصرة في مواجهتها مع الدول الغربية حول برنامجها النووي، وقال "الأمة الإيرانية قريبة من النصر، والقوى التي تمارس الإرهاب لا تجرؤ على الاعتراف بأن هذه الأمة انتصرت عليها في المسألة النووية".

يخيل للمرء الذي يتمعن مليا في أقوال نجاد هذه، أن الرجل يعيش خارج سياق الأحداث، وأنه آخر من يعلم حقيقة الدور الذي لعبته وتلعبه بلاده، مع الدول التي يتفوق عليها، ويدعي أنه القوة الأولى في العالم، إذ كيف يعقل أن تكون إيران في مثل هذه القوة العالمية؟، وهي التي جاء نظام الملالي فيها من صنيعة هذه الدول، منذ أن ارتحل الخميني إلى الضاحية الجنوبية في باريس، وتنكرت أمريكا وكل دول الغرب لحليفها الشاه، لسواد عيون الزعيم الفارسي الجديد، ولكن هذه المرة بلحية الملالي ورجال الشعوذة الدينية، في الوقت الذي كان في مقدور جندي صغير من جنود الشاه، أو واحد من أربعين ألف خبير من خبراء أمريكا في إيران، بإطلاق رصاصة واحدة على الطائرة المدنية، التي أقلت الخميني من باريس إلى طهران.

كيف يفسر لنا هؤلاء المعتوهين الدجالين؟، الذين تحالفوا مع الإدارة الأمريكية، إدارة بوش، في احتلال أفغانستان، وأعلنوا بكل وقاحة "أن أمريكا ليس في مقدورها احتلال العراق بدون مساعدتنا"، فهل مثل هذا التحالف الحقير؟، يدفع بأن تكون البلاد المتواطئة مع العدو الامبريالي الأول ضد الإسلام، الذي تتبجح به، يجعل منها دولة أولى في العالم، وتفوقت على أسيادها وأرباب نعمتها.

بماذا يفسر هؤلاء الدعاة مشاركتهم أمريكا في احتلال العراق؟، من خلال عناصر الخسة والخيانة في أحزاب الحكيم والجعفري والمالكي والصدر، الذين قدموا من طهران بموافقة وتأييد قوات الغزو البريطاني والأمريكي، وتسليمهم مقاليد الأمور في العراق المحتل، ومرة أخرى بماذا يفسر هؤلاء الأفاكين ممارسة عناصر المخابرات الفارسية، في القتل والإجرام في حق العسكريين والخبراء والأكاديميين من أبناء العراق، و يشاركهم في ذلك مخابرات "الموساد" الصهيوني.

من يتابع السياسة الفارسية في طهران يكتشف بسهولة، أن كل ما يجري من سياسات عدوانية ضد العراق، يؤكد أن الدولة الفارسية بزعامة ملالي طهران، هي سياسة ذيلية لساسة "الشيطان الأكبر"، التي تتزعمها منذ قيام حكم الملالي، منذ اليوم الأول الذي جاء به الملالي، باتفاق مع المخابرات الغربية، لأن نظام الشاه قد فقد دوره ومكانته في التحالف مع الغرب، وبشكل خاص مع المخابرات المركزية، وجاءت جميع ممارساتها لخدمة السياسة الأمريكية في المعارضة الإيرانية، أو في الغزو الأمريكي ضد أفغانستان، أو في غزو العراق واحتلاله، ومازالت عمليات التنسيق بين عملاء الفرس في العراق، ومخابرات نظام الملالي تمارس التنسيق مع الاحتلال الأمريكي، ضد الشعب العراق ومقاومته الباسلة.

يدعي أن هؤلاء، "المعارضة" يضعون أعداء الإنسانية مكان الله، عن أي صفاقة يتحدث نجاد إذا كان المعارضة في بلاده، وهم العاملون معه في خندق الملالي، هم أعداء الإنسانية مكان الله، وأن هذه المكانة لله يمثلها سياسات ملالي طهران، أي أنه يعني أنهم أولياء الله في الأرض، وهم فيما يبدو يحملون مفاتيح الجنة والنار، كما كانوا يوزعون هذه المفاتيح في إقناع الجنود الإيرانيين في عمليات الجبهة ضد العراق، حتى وصلوا في هزيمتهم إلى تفضيل كأس سم الهزيمة، على الوقوف على وقف إطلاق النار مع العراق.

الفرس يتبجحون في الادعاءات الكاذبة، وهم لا يعلمون أن العالم بات يعي تماما حقيقة عمالتهم لأمريكا، والسير في ركب سياساتها وعدوانيتها على البلاد الإسلامية، وهو ما حصل في تواطؤهم في احتلال أفغانستان والعراق، وهو ما يعني نصرة الامبريالية الأمريكية من خلال تبعيتها الذيلية لها، مما يؤكد أيضا أن كل شعاراتها الكاذبة باتجاه عدوانية الكيان الصهيوني، لا تعني إلا خداع العرب والمسلمين، وبشكل خاص جموع المسلمين في إيران.

على العرب خاصة والمسلمين عامة أن يحذروا صفاقة قادة الفرس ومجوسيتهم، لأنهم أصحاب مشروع قومي فارسي، يلتقي في عدائه مع الكيان الصهيوني والامبريالية الغربية، وفي مقدمتها الامبريالية الأمريكية، لتقاسم النفوذ على حساب الوطن العربي في كل مكان من بلاد العرب، وان السياسات التي يقوم بها ملالي طهران، هي سياسات فارسية قديمة في تجديد التحالفات العدوانية مع اليهود، ضد الأمة العربية وتنكرها للإسلام ومبادئه وقيمه.

الحديث عن القوى التي لا تجرؤ على الاعتراف بأن الأمة الفارسية انتصرت عليها في المسألة النووية، هي أوهام كاذبة لدى قادة الفرس في طهران، وفي مقدمتها نجاد، إذ لا يعقل إن لا تملك أمريكا قوة نارية صاروخية، قادرة على تدمير كل شيء على أرض إيران، وبدون أن تشتبك معها برا، بل من عرض البحر ومن أعالي السماء، وان القوة الفارسية هي قوة محدودة القدرة والفعالية والتأثير، لم تستطع الصمود في مواجهة القوة الوطنية العراقية، طيلة ثماني سنوات من المواجهة، أجبرتها على الاعتراف بالهزيمة وتجرع كأس السم، وهي الأقل منها عددا وعدة.

الفرس يريدون أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء، وإحياء التحالف الفارسي مع اليهود، من أيام السبي البابلي وأيام كورش الفارسي، ليضعوا العرب بين فكي كماشة، بين الفرس وعدائهم من خلال مجوسيتهم، واليهود وإحياء مملكة يهوذا في فلسطين المحتلة.

احمدي نجاد في تصريحاته تبجح كاذب بصفاقة الفرس ومجوسيتهم، وهو الذي يمارس التبعية لتعليمات واشنطن، والسير في خدمة الأهداف الصهيونية، جاء ذلك في التواطؤ مع احتلال الغرب لأفغانستان، ولاحتلال أمريكا وبريطانيا وملالي الفرس للعراق.

في مقدور العرب لو أنهم عادوا إلى دينهم ووحدتهم، أن يقفوا في طريق الصفاقة العدوانية الفارسية والصهيونية والامبريالية الأمريكية، وأن ذلك على الله ليس ببعيد، لأنهم أصحاب رسالة تعاليم سماوية، ورسالة حضارية على الأرض.

[email protected]