الطفولة العربية في فلسطين والعراق على مذبح ديمقراطية النازية الصهيونية وبربرية الامبريالية الأمريكية
الدكتور غالب الفريجات - الأردن
في العدوان الكيان الصهيوني على شعب فلسطين المحتلة تنتهك كافة الأعراف والقوانين الإنسانية، وتقوم بذبح المواطنين الأبرياء بدم بارد، أمام مرأى ومسمع الإعلام العالمي، وخاصة دعاة حقوق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومنظمات رعاية الأسرة والطفولة في الغرب الدعي للحضارة، وبدون أن يحرك ساكنا لردع العدوان النازي الصهيوني، الذي استمرأ العدوان بعد عملية اغتصاب فلسطين وطرد شعبها منها.
منذ انتفاضة أطفال فلسطين الثانية استشهد أكثر من ألف فلسطيني على أيدي القوات النازية الصهيونية، بسلاح امبريالي أمريكي، وبحماية دولية من راعية الإرهاب الدولي في واشنطن، وبالوقوف في مجلس الأمن بكل وقاحة وصلافة ضد ممارسات "اسرائيل"، ولم نسمع عن الانتصار لقضية الطفولة المذبوحة يوميا، على مذبح ديمقراطية النازية الجديدة، في شتى بقاع المعمورة، لان العالم بات في القبضة المسيحية الصهيونية في قلب البيت الأبيض.
ليس من حقنا أن نستهجن الموقف الأمريكي، الذي يمارس القتل والإرهاب بعينه، ضد العراق وشعبه والطفولة فيه، فالزعامة الغربية بقيادة الإدارة الأمريكية باتت تمتهن ممارسات رعاة البقر المجرمين، الذين يتلذذون لدماء ضحاياهم، وهي تسيل أمام عنجهيتهم البربرية، فأصبحت الامبريالية الأمريكية والنازية الصهيونية، تتلفعان بجلابيب شيخ واحد، وبتواطؤ أوروبي يدعي أنه متحضر، وهو صاحب أسوأ مسيرة لمجريات التاريخ الإنساني، والقتل الجماعي والإبادة البشرية من أجل تحقيق مصالحه الأنانية.
تنقل الفضائيات ووسائل الإعلام في الشرق والغرب وقاحة العدوان على شعب فلسطين في الضفة والقطاع، وتدمي قلوب الطيبين من المشاهدين ما يراه من قتل في حق الأطفال الأبرياء، الذين تنتهك حقوقهم في الحياة، التي وهبها إياهم رب العباد، حتى يأتي أعداء الله والإنسانية والطفولة، لتضع حدا لهذه الحياة، في الوقت الذي نستشعر صمت العرب والمسلمين كصمت القبور، وأمام عنتريات احمدي نجاد البهلوانية الكاذبة في تدمير "اسرائي"، بدون إطلاق رصاصة واحدة على اليهود واغتصابهم، منذ عهد كورش وحتى اليوم.
رغم ما نشاهده على أرض الواقع من تخاذل عربي رسمي، وعدوان بربري همجي امبريالي أمريكي في العراق، وهمجية نازية صهيونية في فلسطين، فأن آباء الأطفال وأمهاتهم في فلسطين والعراق، ومعهم الأحرار من أبناء الأمة، يصرون على مقاومة العدوان، حتى يأتي اليوم الذي يعلن فيه الانتصار عليه، انتصار الحق على الباطل والخير على الشر، وهم على يقين، أن أمتهم أمة حياة لن تموت، لأنها صاحبة رسالة سماوية وحضارة أرضية، تهدي البشرية وتقودها إلى خير ما يطيب للنفس البشرية أن تتذوقه في الأمن والسلام والرخاء.
تباً للعدوان وللأيادي الشريرة التي تقبض على زناد قتل الطفولة البريئة في فلسطين والعراق، وتباً لكل الذين لا يدينون العدوان البربري الأمريكي والنازي الصهيوني، حتى ولو بالكلمة، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الموقف الفعلي والعملي، ليس لردع العدوان فحسب، بل بالقضاء عليه بالقوة، من خلال المقاومة المسلحة، التي لا يعرف أهل العدوان لغة غير لغتها، لأنها وحدها القادرة على حماية الطفولة ورعايتها، وبناء حياة موعودة بالأمل في المستقبل المشرق الواعد.
لك الله أيتها الطفولة المقتولة على أيدي هؤلاء المجرمين، فأنت في رحاب الله وجناته، وهم في جهنم وسعيرها، لك الله أيتها الأرواح البريئة الصاعدة من أرض أبي الأنبياء، ومن مسرى حبيب الله، والنصر لهذه الأمة، التي وعد الله به عباده، الذين يمتشقون سلاح المقاومة، ويختزنون إيمان المبادئ، التي لن يكون النصر إلا حليفها مهما طال الزمن.
عذرا أيتها الطفولة البريئة منا نحن، حزب المتخاذلين عن نصرتك، والانتفاض لبراءتك المهدورة، والمتفرجين على أنهاك حقوقك الإنسانية والربانية، فنحن لا نصلح أن نكون لهذا العصر، عصر المواجهة والمقاومة، لأننا نعيش في ظل الجبن والذل، واستطعمنا مذاقه، ولم نتعلم بعد أبجديات الإرادة والإيمان، أنها قادرة على جلي كل غبار الذل والمهانة، الذي يعمي عيوبنا ويسدل ستاره على قلوبنا.
ولكن هناك من يقف كالطود الشامخ انتصارا للطفولة وشعبها، من فتية آمنت بربها وبحقها في المقاومة، وهي تسطر آيات البطولة والشجاعة، وتكفينا مؤونة الذل والهوان، الذي لبسنا، فكل التحية لأبناء المقومة في فلسطين والعراق، فهم وحدهم من يستحق الحياة، ويرسم المستقبل لأبنائهم وأبنائنا، بعيدا عن كل صالوناتنا وعرينا وعهرنا وعنترياتنا الكاذبة.