بلير سيدرس فن الكذب بدلاً من الإيمان المزعوم في جامعة "يال" الأمريكية

الدكتور غالب الفريجات - الأردن

أعلن بيان صادر عن جامعة "يال" الأمريكية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ذنب بوش الشهير في غزوه واحتلاله العراق سيدرس مادة "الإيمان والعولمة"، وستستند المادة التي سيدرسها بلير إلى عمل "مؤسسة الإيمان" التي يستعد لإطلاقها هذه السنة.

في معرض حديث رئيس الجامعة "ريتشارد ليفين": "إن تعيين بلير يشكل مناسبة رائعة لطلابنا ولمجتمعنا في وقت يصبح فيه العالم أكثر ارتباطا ببعضه، من الضروري البحث عن وسائل لتوجيه القيم الدينية نحو المصالحة بدلا من الاستقطاب".

الغرب عموما وساسته على وجه الخصوص يدعون أنهم يمقتون الكذب، ولكنهم يمارسونه بكل وقاحة في معرض خدمته لمصالحهم، فمن المعروف أن بوش وبلير زعيما أكبر دولتين امبرياليتين غربيتين، قد مارسا وقاحة الكذب في غزو العراق واحتلاله، في ادعاءاتهما الكاذبة بامتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل التي "دعى إليها الرب"، "رب" بوش نفسه، أنه قد طلب منه غزو العراق، فقام بتلبية دعوة هذه "الرب" المهووس المتعطش لدماء أطفال ونساء وشيوخ العراق، كأتباعه من أمثال بوش، وأن بلير قد ادعى كاذبا أن قدرة العراق على مهاجمة أوروبا في خلال (45) دقيقة بالأسلحة الكيماوية، مستندا إلى دراسة طالب عراقي فاشل وحاقد وكاذب، إلى جانب عدم مصداقية بلير في استناده على معلومات مخابراته، في قدرة العراق التسليحية القادرة على مهاجمة أوروبا.

أغلب الظن أن بلير سيدرس طلابه فن الكذب، لأنه بعيد كل البعد عن الإيمان المزعوم، وأنه سيلحس كل تنظيراته عن "الطريق الثالث"، التي كان ينادي بها قبل الوصول إلى رئاسة الوزارة في لندن، وأغلب الظن أن هذه الجائزة من الجامعة هي من صنع المخابرات الأمريكية، مكافأة له على جره بريطانيا وراء الإدارة الأمريكية في غزو العراق، ألم تكافئ المخابرات الأمريكية "أزنار" رئيس وزراء اسبانيا بموقع وظيفي تعليمي في جامعة أمريكية، بعد أن أسقطته الجماهير الاسبانية بسبب جره اسبانيا للعدوان على العراق؟.

نعم من الضروري البحث عن وسائل لتوجيه القيم الدينية نحو المصالحة بدلا" من الاستقطاب، ولكن أين هي القيم الدينية التي يؤمن فيها بلير؟، فهل قتل أكثر من مليون عراقي دليل الإيمان؟، وهل اختلاق الأكاذيب من مؤشرات الإيمان؟، وهل الوقوف في الخندق الصهيوني ضد أمل الفلسطينيين في الحياة؟، وطموحهم في العيش بوطن امن، من مؤشرات السيد بلير الإيمانية.

المادة التي سيدرسه ا بلير تستند إلى عمل مؤسسة الإيمان، التي يستعد لإطلاقها هذه السنة، وستكون فرصة رائعة لطلاب ومجتمع جامعة "يال" أن يتحفهم بلير في أكاذيبه، ما علينا من إيمان بلير المدفون في خزعبلات بوش وأكاذيبه وهلوساته، ولكن هذه الجامعة المرموقة هل تضم في جنباتها من لا يعرف تاريخ بلير الإجرامي؟، وأن أياديه ملطخة بدماء أطفال العراق، وإذا كانت رئاسة الجامعة لا تعرف تاريخ هذا المجرم، فأي مخرجات تعليمية ستتحف بها الجامعة المجتمع الأمريكي، إذا كان روادها من أشباه الأميين، وإن كانوا ممن يحملون الإيمان في صدورهم، ومن الأمريكان الذين يتابعون ما يجري في هذا العالم، ومن الذين يفهمون مخططات بلادهم الامبريالية العدوانية، وتحالفات الإدارة لديهم في واشنطن مع حكومة توني بلير، فهم بلا شك سيعمدون على طرد بلير من الجامعة، ولا يسمحون له بالاقتراب من أسوار جامعة لها تاريخها العريق وسمعتها الأكاديمية، لأن هذا النوع من الجامعات منارة علم لا مواقع تآمر وغش وخداع، وخطط قتل وتدمير للإنسان وحياته، وما أنجزته يداه من بناء وعمران.

بلير موقعه في بيوت العجزة والمقعدين، أو في إسطبلات المجرمين، على ما اقترفت يداه من قتل وتدمير، في حق العراق والعراقيين، ومن يسعى لتكريمه فهو مهووس مثله بالقتل والتدمير، وإذا كان في مقدور أمريكا بترسانتها العسكرية احتلال العراق وقتل الأبرياء، فأن بمقدور العراقيين أن يجعلوا من هذه العنجهية العسكرية والهمجية البربرية، أن تبكي على ما اقترف الساسة في بلادها من جرم، لأن المقاومة العراقية قد أكدت أن الهزيمة الأمريكية على أرض العراق باتت وشيكة جدا، وأن الأمريكان سيتجرعون كأس سم الهزيمة، كما سبقهم حليفهم ونتاج بضاعتهم الفاسدة في مواجهة الثماني سنوات، عندها في مقدور بلير أن يتقدم لوظيفة مدرس في مدرسة أساسية عراقية، ليكون أضحوكة لأطفال العراق، ويلقنونه أبجدية الإيمان، بدلاً من سياسة الكذب والخداع، التي مارسها طيلة حياته الحزبية والسياسية.

[email protected]