الطالباني يطالب بعلاقات عربية مع العراق في ظل الاحتلال
الدكتور غالب الفريجات - الأردن
مع انعقاد المؤتمر البرلماني العربي الثالث في اربيل العراق المحتل، وفي ظل حراب الاحتلال الأمريكي، يطالب الطالباني رئيس ما يسمى بجمهورية العراق المحتل، الأطراف العربية التي أرسلت نوابها وأعيانها للمشاركة في المؤتمر المذكور، بدون أن تعي تماما أنها تخدم الاحتلال وتعترف بإفرازاته، ضاربة عرض الحائط بجميع الأعراف والمواثيق، لان كل ما هو قائم في العراق بعد الغزو والاحتلال باطل، وكل الذين يتشدقون بالديمقراطية، ممن جاءوا على ظهر دبابات الاحتلال، لا يملكون الحق الشرعي أو القانوني في إدارة دفة الحكم، إلى جانب أنهم لا يملكون قاعدة شعبية يمكن أن تشكل غطاء لهم، بدليل أن رجالات أمريكا وعبيدها، ممن جاءوا مع جنودها، يتشبثون بأحذية جنود الاحتلال للبقاء لحمايتهم.
إذا كان رجال الحكم في العراق الأمريكي، ليس في مقدورهم حماية أنفسهم من ضربات المقاومة العراقية الباسلة، فكيف يجرؤ الطالباني على الطلب من الدول العربية؟، لإرسال ممثلين دبلوماسيين إلى بغداد، من اجل الاعتراف بشرعية الاحتلال، و من يضمن حماية هؤلاء الدبلوماسيين العرب، الذين جاءت بهم الأقدار، ليمارسوا دورا دبلوماسيا في بلد يخضع لأوامر وتعليمات الاحتلال، ويرفض شعبه الاحتلال، وكل من جاء مع القوات الامبريالية العدوانية.
التمثيل العربي في بغداد لن يكون تحت غطاء عباءة الاحتلال، بل سيكون بعد التحرير، وبعد أن ينتزع أبناء العراق حقهم في الحرية والاستقلال، بعد أن يمرغوا كرامة الاحتلال الأمريكي، ويصفعوا وجه الاحتلال الفارسي بأنعالهم، عندها شرف عظيم لكل دبلوماسي عربي أن يذهب إلى بغداد العروبة، وأما في ظل الاحتلال فالتمثيل يعني إعطاء الاحتلال شرعية، والاعتراف بإفرازاته الكريهة، وبزعاطيط "المنطقة الخضراء" حكاما، وهم الذين لا يجرؤن على التجوال فيها، لأنهم كما هي الفئران لا تجد فرصة للأمن إلا في جحورها.
في تاريخ الطالباني قصص مثيرة للقبح، ولكن نورد واحدة منها، فقد مر عليه زمان يرفض أن يكون عراقيا، وهاهو اليوم يتربع على كرسي الحكم الذي نصبه فيه الأمريكان، ولا ندري إن كان في قرارة نفسه مازال عراقيا، أم أن متطلبات الموقع والمرحلة، تفرض عليه أن يكون أكثر مراوغة فيدعي بالعراقية.
طرزانات الجيب العميل لا يجيدون قراءة التاريخ جيدا، ومعهم خونة العراق وعبيد الأمريكان وخدم الفرس، لأن تاريخ العراق تاريخ امة عظيمة، تأبى الظلم والضيم، وهي جديرة بان تمتشق سيف العدالة، تجز فيه أعناق هذا الرهط من أشباه الرجال، الذين ابتلي بهم العراق، بفضل عدوانية أمريكا وتآمر الصهيونية وخذلان النظام العربي الرسمي، الذي يستهوي أن يعيش ذليلا ومهانا، ولكن الأحرار من أبناء العروبة وفي طليعتهم أبطال المقاومة العراقية، لا تنام على ضيم وتقاتل حتى الرمق الأخير، وهي على يقين بأن النصر إلى جانبها، وأن هذه الأمة لمنتصرة بإذن الله، على كل الذين يناصبونها العداء، فأمة يستشهد فيها قادتها وهم واقفون لن تهزم.