النظام العربي الرسمي يرقص على جثث أبناء الأمة
الدكتور غالب الفريجات - الأردن
القتل والدمار الذي تمارسه العصابات الصهيونية على أرض فلسطين، وبشكل خاص في قطاع غزة المحاصر، والمحروم من مستلزمات الحياة اليومية للمواطنين، آلة العدوان الصهيوني تحصد العشرات من ابناء القطاع كل يوم، تطال في عدوانها النساء والشيوخ والأطفال، فقد تجاوزت نسبة الأطفال الشهداء في العدوان الصهيوني العشرين بالمئة من الضحايا، والنظام العربي الرسمي يتفرج، وكأن الأمر لا يعنيه، ولا تجمعه مع أهل فلسطين لا عروبة ولا دين، ويقيني انه في سره مع العدوان ويتلذذ بالدم الفلسطيني الذي يراق كل يوم وهو كمن يرقص طربا لآلة القتل الصهيوني.
القتل والدمار على ارض العراق الأمريكي، بفعل قوات الاحتلال وميليشيات الغدر والعهر الطائفي، والقتل الجماعي والاغتيالات الفردية والتهجير الجماعي لأبناء العراق من بيوتهم، وحرمانهم من ابسط مستلزمات الحياة، لا تعني خدم وعملاء أمريكا، الذين جاءت بهم مربوطين بأعناقهم في جنازير دباباتها، كما أنها لا تعني النظام العربي الرسمي، الذي يستقبل رموز الخيانة العراقية، ويعترف بإفرازات الاحتلال، والعدوان الأمريكي الهمجي البربري.
على أرض لبنان تتربص شياطين الطائفية، كلاب الإدارة الأمريكية في واشنطن، أن تحرق الأخضر واليابس، وتدمر لبنان، كل لبنان على رؤوس أبنائه، والاغتيالات الصهيونية التي تجري بين الفينة والأخرى، تجد التهمة ضد سوريا جاهزة، قبل أن يجف دم الضحية، وبدون أن يكون لدى هؤلاء أية مؤشرات، أو دلائل، على أن اتهاماتهم تتمتع بالحد الأدنى من المصداقية، مادامت ترى في العدو الصهيوني حملا وديعا، لا يجوز أن توجه إليه أصابع الاتهام، حتى لا تخدش بكارة أخلاقه.
في دار فور تشتعل الحرائق الأمريكية من اجل التدخل، لتعميم الفوضى المنظمة، حتى تتمكن قوات الغزو الأمريكي، وجواسيس المخابرات الأمريكية، أن تحرق السودان بوحدته، وتأتي على دماره، لئلا يأتي اليوم الذي ينهض فيه السودان، ليس كقوة عربية فحسب، بل وسلة غذاء عربي، قادرة أن تطعم الأفواه الجائعة في دنيا امة العرب، والنظام العربي يلهو عن السودان ومد يد العون له، لأن أمريكا تريد لهذا النظام أن يكون متجردا حتى من اسمه.
قوى الممانعة والمقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، تتربص بها أمريكا والكيان الصهيوني لتجز عنقها، حتى يتمكن الكيان الصهيوني من أن يمارس دور العربدة على الكانتونات العربية، التي ستتحول كمدن الملح التي يعاف أبناؤها من العيش فيها، بفعل الضائقة الاقتصادية والعهر السياسي والفساد الأخلاقي، في ظل عنتريات النظام العربي الرسمي، التي لا تتجاوز القوة الصوتية لبنادق الألعاب الطفولية.
لا نريد الاسترسال في مسلسل رقص النظام العربي الرسمي على جثث أبناء الأمة، فالأمة تحتاج إلى حالة انقلابية ثورية، تعيد لها عنفوانها وطهارتها الثورية، حتى تتمكن من الخلاص من كل هذه الدرائن التي علقت في جسدها، وأصابت همتها وعزيمتها، التي حولتها إلى أمة مقعدة عن الفعل والتفكير.