الغرب وربيبتة "اسرائيل" والهوان العربي
الدكتور غالب الفريجات - الأردن
يتسابق الغرب الأوروبي والأمريكي على الكيان الصهيوني، ويغدق عليه من الدعم العدواني ضد العرب عموما، والفلسطينيين على وجه الخصوص، في قضية شعب فلسطين العادلة، ولا حياة لمن تنادي تحرك الجانب العربي، وبشكل خاص نظامه السياسي، حتى مع تمادي هذا الغرب على أكثر ما يملك العرب قداسة، في إيمانهم وعقيدتهم، فيما يتعلق بالمساس بالرسول محمد (صلعم) وكأن الأمر لا يعنيهم.
مرشح "الحزب الجمهوري" في الولايات المتحدة يصر على البقاء في احتلال العراق، ويعلن تأييده أن تكون "القدس عاصمة أبدية لاسرائيل"، ونحن نتذرع بأنها وعود انتخابية، دأب المرشحون في السباق الانتخابي الأمريكي على إطلاقها، سرعان ما تتغير بعد احتلاله للبيت الأبيض، لأن الولايات المتحدة دولة قوانين تحكمها آطراف متعددة، وليس في مقدور الرئيس أن يحكم بمفرده، وغاب عن بالنا، أن أي رئيس قوي يستطيع أن يفرض آراءه على مجلسي النواب والشيوخ، وأن هناك هامشاً من الحرية في اتخاذ القرارات، بدون الاهتمام بموافقة أعضاء الكونغرس، ومن الممكن أن يتذرع بالكذب كما هي أكاذيب بوش.
المستشارة الألمانية السيدة "ميريكل" تعلن في زيارتها للكيان الصهيوني، أنها تخجل من المحرقة، التي قامت بها ألمانيا في حق اليهود، أثناء الحرب العالمية الأولى، على يد الحكم النازي - حسب الادعاءات الصهيونية فيما يتعلق بالمحرقة -، مما يعني المزيد من الدعم الألماني للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية، التي ترعرع عليها، والتي توازي عشرات "المحاريق"، في حق الفلسطينيين والعرب، ولكنها لم تجد ولو كلمة تعاطف واحدة معها.
نحن في نظامنا العربي الرسمي لا نتلهى إلا بأنفسنا، فها هي الذكرى الخامسة للغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، وبالأمس عقدت برلماناتنا مؤتمرها الثالث في ظل الاحتلال والعمالة العراقية، وكأن العراق لا يرزح تحت الاحتلال، وبفعل وتأييد من النظام العربي الرسمي، وكأن الجماهير العربية التي يفترض أن هذه البرلمانات تمثلها، قد انتخبتها لبيع الوطن العربي لأي محتل.
القمة العربية على الأبواب في دمشق، ونحن بنظامنا الرسمي نتربص في العمل على تخريبها، مرة بأساليب من الداخل بتفجيرها، ومرة بالمقاطعة، استجابة للتعليمات الاأمريكية، وكأن هذا النظام لم يوجد إلا للاصطفاف في الخندق المعادي للأمة وقضاياها.
جماهير أمتنا تئن بفعل الغلاء الفاحش، والفساد الذي يزكم الأنوف، والذل والهوان الذي ينخر الجسد العربي، و حكامنا آخر من يعلم عن ارتفاع أسعار الخبز واسطوانة الغاز، ومحطاتنا الفضائية والأرضية تنقل احتفالات هذا الزعيم أو ذاك، بمنجزات النصر والتحرير، التي لا تقنع طفلاً في الخامسة من عمره!.
يقول العلي الكريم ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) صدق الله العظيم، ولا شكوى إلا لله لأن الشكوى لغير الله مذلة.