صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة

الدكتور غالب الفريجات – الأردن

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية قبل أيام، دراسة تؤكد فيها عدم وجود علاقة بين صدام حسين وتنظيم القاعدة، وكما هو معروف فأن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، قد بان كذب الولايات المتحدة وإدارة بوش في ادعاءاتها، بعد إن فشل خبراء أمريكا في العثور على أي دليل ممكن، أن يثبت مصداقية إدارة بوش، إلى جانب أتباعه في بريطانيا بلير واسبانيا أزنار ومعتوه استراليا،  في شنهم الحرب على العراق، بتهمة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل.

مبررات الحرب كانت أكذوبة أمريكية بكل جدارة، ودليل ساطع على فن الكذب الذي يتقنه الغرب، فلم تكن أسلحة الدمار الشامل، ولا العلاقة مع "القاعدة"، ولا النفط وراء أسباب الحرب، لأنه قد ثبت بطلان وجود الأسلحة والعلاقة مع "القاعدة"، وأما النفط فلم يكن في مقدور العراق أن يمنع تصديره، لأنه كان يحتاجه للتنمية المادية والبشرية، التي يسعى إليها، وبالتالي فأن النفط العراقي سيصل إلى الأسواق العالمية، ولم يكن في مقدور العراق التحكم في أسعاره، لأن الدول العربية المنتجة للنفط تتكفل بإغراق الأسواق، وفي ضوء التعليمات الأمريكية، فلن تكون هناك أزمة نفط على مستوى الإنتاج، ولا على مستوى الأسعار، ستعاني منها أمريكا على وجه الخصوص.

ما وراء شن الحرب على العراق كان النهج الوطني القومي لصدام حسين، وبشكل خاص ما يتعلق في الصراع العربي الصهيوني، لأن نهج الإيمان بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر كان المبرر الرئيسي، ولأن كل محاولات التطويع في هذه السياسة قد فشلت، لا من خلال العدوان الخميني الفارسي المباشر، ولا من خلال أطراف النظام العربي الأمريكي الصهيوني،  فقد كان غزو العراق واحتلاله، حيث ما جاء بعد الغزو، وكما هو واضح للعيان، فالطائفية حلت مكان الوطنية، وتدمير النسيج السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتفتيت الجغرافي للعراق، حتى لا يبقى  من وطنيته ولا من قوميته ما يمكن أن يؤثر على وجود الكيان الصهيوني، خاصة بعد أن تعزز الدور الطائفي بالدعم الفارسي المجوسي، الذي يريد أن  ينتقم لهزيمته العسكرية أمام العراق، حتى ولو بأسلوب التواطؤ مع "الشيطان الأكبر"، التي أصبحت واضحة لكل ذي بصر وبصيرة، على الرغم من  ممارسته لعبة الكذب، كما هي فلسفة التقية في مذهبه الديني.

السياسة الوطنية والقومية هي مقتل كل شخصية ونظام سياسي، لأنها العدو الرئيسي للامبريالية والصهيونية، فماذا فعلت أمريكا في نظام مصدق الإيراني؟، وماذا فعلت الامبريالية الغربية  والأمريكية على وجه الخصوص مع الأنظمة الوطنية في دول أمريكا اللاتينية؟، وماذا فعلت مع بوتو الباكستان؟ ومع عبد الناصر وتيتو.. الخ، ولهذا لن يكون صدام حسين آخر العظماء الذين وقفت في وجههم الامبريالية والصهيونية، فلا بديل عن المواجهة مع الامبريالية والصهيونية عن السياسة الوطنية والقومية، فكل الذين قتلتهم أمريكا، هم شهداء الحق والحرية والعدالة الإنسانية، وكل الذين تقف وراءهم في السر والعلن، هم عملاء وشياطين الأرض، لن تستقبلهم السماء إلا باللعنات، بعكس المناضلين الوطنيين والقوميين، الذين تلهج بأسمائهم كل ملائكة، السماء وأحرار الأرض، فهم الصديقون والصالحون، وامتنا فيها من هؤلاء أكثر بكثير من أولئك  ولهذا فان النصر سيكون حليفها مهما عظمت التضحيات .

[email protected]