سعود مهنا والذاكرة الفلسطينية
غادة محمود - صحفية وناقدة سينمائية - القاهرة
لا شك أن من أهم المواضيع التي يجب أن تهتم بها السينما الفلسطينية والعربية، هي أفلام تسجل الذاكرة الفلسطينية، هذا ما شدني كمتابعة للسينما فى البحث عن المخرج الفلسطيني سعود مهنا، الذي يصور في القاهرة مع اللاجئين الفلسطينيين، ويسجل تاريخا فلسطينياً، مهماً عن المدن والقرى الفلسطينية المدمرة والمهجرة عام 1948.
مخرج مبدع حقا سعود مهنا، ترتاح جدا حين تقابله، تشعر أنك تقابل شخصا تبحث عنه، وتحبه، يجرك بحديثه العذب وإصراره على تسجيل ذاكرة سينمائية فلسطينية، تجده يحمل فكر مؤمن به عن العودة للاجئين وحقهم في الرجوع إلى قراهم، ومدنهم، هذا الإصرار عند المخرج المبدع سعود مهنا ما شدني للكتابة عن الذاكرة الفلسطينية، يقول في حديثه أنه منذ عام 1995 أسس مركز تسجيل الذاكرة الفلسطينية، وهذا المركز يصور أفلاماً عن القرى والمدن المدمرة، ويسجل ذاكرة الإنسان الفلسطيني المرئية، عن طريق اللقاءات مع الشيوخ والعجائز اللذين مازالوا أحياء يتكلمون، عن قراهم ومدنهم قبل الهجرة، ويسجلون إصرارهم على العودة، ولا يقبلون بالتعويض، ويوصون أولادهم وأحفادهم على عدم نسيان أرضهم.
وحين سألته لماذا تقوم بهذه المهمة الصعبة، أليست هذه مهمة السلطة أو وزارة الثقافة الفلسطينية؟! تبسم وقال أحياناً أي فرد أو مبدع، إذا كان عنده هدف سيحققه بدون عون، وأنا أرى أن أشخاصا قد يكونون أقوى من دول إذا كان لديهم هدف يسعون إلى تحقيقه، وأنا شخصيا تبنيت قضية اللاجئين كمخرج فلسطيني، وأسعى إلى تسجيل تاريخ مهم في حياة الشعب الفلسطيني ليكون سجل ووثيقة للأجيال القادمة.
مشروع مهم الذي يتبناه المخرج سعود مهنا، أرى أنه سيحفظ ذاكرة شعب، وذاكرة قرى ومدن مدمرة، يحاول الكثير التخلي عنها ونسيانها، ولكنها هي الهم الشاغل للمخرج مهنا سعود.
مهنا من أهم المخرجين الفلسطينيين الذين سجلوا الذاكرة، وهو كمخرج مبدع ومعروف، خصوصا أنه الآن بالقاهرة يعمل كمحاضر، وعضو لجنة تحكيم في الكثير من المهرجانات العربية والدولية، وانتهى قبل مدة من إخراج فيلم روائي طويل، بطولة النجم احمد ماهر والفنان غسان مطر، والكل يعرف أن المخرج سعود مهنا حصل على جوائز عديدة عن أفلامه سواء كانت روائية أم وثائقية.