بيان من المؤتمر القومي – الإسلامي يدين "محرقة" غزة

في ظروف استمرار المفاوضات مع "أولمرت" بالرغم من التوسع الاستيطاني وتهديد القدس، وبالرغم من الاعتقالات والاغتيالات ومحاصرة قطاع غزة وتضييق الخناق على أهله وارتكاب العدوان وجرائم الحرب بحقهم.

وفي ظروف استمرار حكومة سلام فياض بمطاردة سلاح المقاومة في الضفة الغربية وإصرار وزير خارجيتها على تحميل (حماس) والصواريخ مسؤولية الحصار والمجازر بدلاً من تحميل مسؤولية الجريمة كاملة لكل من حكومة أولمرت وإدارة بوش.

وفي ظروف الانقسامات العربية وتفاقمها، وما يجري من حملات إعلامية ضد المقاومة في فلسطين ولبنان، وفي ظروف الشلل العربي إزاء العدوان على قطاع غزة ودعمه بالطائرات والصواريخ الأمريكية، مع اعتبار أمريكا "حليفاً استراتيجياً" وهي وراء كل عدوان، ففي هذا الإطار يدخل إرسال البارجة – كول قبالة الشواطئ اللبنانية والسورية، بما في ذلك العدوان على غزة.

في هذه الظروف، بل بسببها، تتجرأ "حكومة أولمرت"، وبدعم أمريكي، منذ خمسة أيام على شن هجمات عسكرية متواصلة على قطاع غزة وصلت إلى مستوى الحديث عن "محرقة" غزة كما صرح "ماتان فيلناي" نائب وزير الدفاع "الإسرائيلي"، وقد أسفرت عن استشهاد أكثر من مائة وعشرة قتلى، ثلثهم من الأطفال، فضلاً عن مئات الجرحى وهدم شوارع بأكملها.

من هنا فإن المؤتمر القومي – الإسلامي وهو يعلن وقوفه الحازم إلى جانب أبطال غزة ويدين بالاستنكار الشديد العدوان الصهيوني والدعم الأمريكي له ويشجب الصمت الدولي، ويرفض الشلل العربي، ولا يقبل بالمساواة بين إطلاق صواريخ المقاومة من القطاع وما يتعرض له من عدوان وجرائم حرب، فإنه يؤكد على ما يأتي:

1 - إن المؤتمر القومي – الإسلامي يطالب الرئيس الفلسطيني بوقف المفاوضات نهائياً وليس، كما أعلن، لبينما ينتهي العدوان، كما يطالبه بوقف مطاردة سلاح المقاومة من قبل حكومة سلام فياض وتبريرها للعدوان بحجة إطلاق الصواريخ.

2 - إن المؤتمر القومي – الإسلامي يهيب بجماهير الضفة الغربية الذين انتفضوا ضد المجزرة أن يواصلوا الانتفاضة لتصبح الانتفاضة الثالثة، كما يهيب بكل فصائل المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي كل مناطق تواجد الشعب الفلسطيني بتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان ومقاومة الاحتلال لتكون الأساس لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية السياسية الشاملة.

3 - إن المؤتمر القومي – الإسلامي يدعو الدول العربية إلى اتخاذ خطوات عملية سياسية واقتصادية ودبلوماسية رداً على العدوان الصهيوني ودعمه من قبل إدارة بوش، ومن ثم عدم الاكتفاء بالاستنكار تحت الضغط الجماهيري، فالموقف العربي يجب أن يخرج من انقساماته وشلله.

4 - إن المؤتمر القومي – الإسلامي يدعو الجماهير العربية وكل النخب السياسية والنقابية الوطنية والعروبية والإسلامية إلى النزول إلى الشوارع دعماً لقطاع غزة وإبقاء التحركات مفتوحة ما دام العدوان مفتوحاً أو يتوقف ليبدأ من جديد.

إن المؤتمر القومي – الإسلامي إذ يسجل بالفخار بطولة الذين تصدوا لقوات العدوان البرية، ويعتز بالصمود الشعبي تحت قصف (الفانتوم) و(الأباتشي) وسقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين، وإذ ينحني إجلالاً أمام الشهداء وذويهم، يؤكد لأهلنا في قطاع غزة بأن النصر سيكون حليفهم، وبأن مقاومتهم وصمودهم رفعا رأس الشعوب العربية والإسلامية عالياً، وليس رأس غزة والشعب الفلسطيني فقط، وليثقوا بأنهم ليسوا وحدهم وبأن أمتهم معهم، والله ناصرهم.

بيروت في 3/3/2008

المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي

منير  شفيق