الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية تعقب على زيارة وفد الجامعة العربية للعراق ومؤتمر المصالحة المزعوم
الجبهة تدعو الجامعة العربية لسحب اعترافها بحكومة الاحتلال والاعتراف بالمقاومة ممثلا شرعيا لشعب العراق
الجهاد والتحرير طريقنا وليس المؤتمرات التي يكون المشاركون فيها عملاء الاحتلال
عقبت الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق على زيارة وفد جامعة الدول العربية برئاسة السيد احمد بن حلي، الأمين العام المساعد، إلى العراق، في إطار دور الجامعة لما يسمى بمؤتمر المصالحة الثالث، ودعت الجبهة في تصريح أصدره مكتبها السياسي، الجامعة العربية، بمراجعة سياستها في العراق ومواقفها من سلطة الاحتلال، وإلى سحب اعترافها
بحكومته، والاعتراف بالمقاومة ممثلاً شرعياً لشعب العراق وتقديم الدعم السياسي والإعلامي لها في المحافل الإقليمية والدولية، منبهة في الوقت نفسه إلى إن استمرار رعاية الجامعة العربية لما يسمى بمؤتمر المصالحة الثالث، ما هو إلا لهاث وراء سراب حل لن يأتي عن طريق من كان سببا لكل ما يعاني منه العراق اليوم، وان آن الأوان لتستفيد الجامعة من الدرس الذي قدمه ممثلها السابق في العراق الذي قدم استقالته للقناعة التي توصل لها بعدم جدوى الاستمرار مع هؤلاء في تمثيل مسرحية مساعدة الجامعة العربية لشعب العراق وتحقيق الاستقرار، مؤكدة إن هذا هو الطريق الوحيد الذي ينقذ العراق وليس المؤتمرات التي يكون المشاركون فيها عملاء الاحتلال. وفيما يأتي نص التصريح:
بسم الله الرحمن الرحيم
تابعت اللجنة السياسية للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية زيارة وفد جامعة الدول العربية برئاسة السيد احمد بن حلي الأمين العام المساعد إلى العراق في إطار دور الجامعة للتحضير لما يسمى بمؤتمر المصالحة الثالث، والتي جاءت قبل موعد انعقاد القمة العربية الدورية في دمشق أواخر آذار / مارس الجاري،حيث سيقدم الأمين العام للجامعة بناء على زيارة الوفد المذكور تقريرا للقمة العربية حول تطورات الوضع في العراق ونتائج اتصالات وفد الجامعة ومشاوراته مع مسؤولين في حكومة الاحتلال والقوى المشاركة في عمليته السياسية وبعض القوى من خارجها؟؟.
وتود الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية أن تؤكد على إن مساعي الجامعة لتحقيق مصالحة وطنية مزعومة في وقت يرزح فيه العراق تحت الاحتلال الأمريكي وتحكمه حكومات دمية معينة من المحتل، ما هي إلا مساهمة منها في تكريس مشروع الاحتلال بشقيه الأمريكي والإيراني، ودعم لحكوماته الفاقدة للشرعية والسيادة، وإضرار بمصالح شعب العراق الوطنية ومقاومته المجاهدة المسلحة والسياسية، خاصة وان للجامعة العربية تجربة واسعة في التعامل مع سلطة الاحتلال وحكوماتها، عبر عشرات المؤتمرات واللقاءات التي نظم بعضها تحت رعايتها وباسم إعمار العراق ومكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، وفشلت جميعها في تخفيف معاناة العراقيين أو إنهاء الاحتلال، بل كانت في حقيقتها مكرسة لضرب المقاومة العراقية الباسلة وحرمانها من الدعم العربي، وفرض العزل السياسي والتعتيم الإعلامي على جهادها البطولي الذي أحبط مشروع الاحتلال وحشره في "المنطقة الخضراء".
كذلك سبق للجامعة العربية أن رعت بنفسها مؤتمري القاهرة للمصالحة عامي 2005 و2006 وأدركت بالملموس، إن الزمرة الحاكمة تحت حراب المحتل لا تسعى إلى تهدئة أو إلى تحقيق أمن العراق واستقراره، بل تنكرت لقرارات المؤتمرين قبل أن يجف حبرها على ما في تلك القرارات من تزوير لأوضاع العراق وتأليب ضد المقاومة، واعتراف بسلطة الاحتلال والحكومات التي أنشأتها، وصعدت تلك الزمر بعد كل مؤتمر من جرائم أجهزتها القمعية ومليشيات أحزابها في القتل الكيفي والاعتقال والمداهمة وقطع الرؤوس واستهداف المواطنين الأبرياء في أماكن عملهم وفي مناسباتهم الدينية، ولم تكن مشاركاتها في مؤتمرات القاهرة تحت قبة الجامعة العربية إلا بهدف استثمار اسم الجامعة لإضفاء الشرعية على عمالتها للمحتل، وتغييب المعركة الحقيقية الجارية في العراق والمتمثلة بمعركة التحرير الدائرة بضراوة بين فصائل المقاومة والقوى المناهضة للاحتلال من جهة وبين المحتل وأدواته وحكوماته الدمية وأحزابها العميلة من جهة ثانية.
إن إصرار الجامعة العربية على رعاية مصالحة لن تتم، ومحاولتها جر قوى مناهضة للاحتلال للمشاركة فيها بعد فشل مؤتمري القاهرة، يعد مساهمة منها في طمس واقع الاحتلال والتغطية عليه وصرف الأنظار عنه وإظهار إن أزمة العراق ناجمة عن اقتتال العراقيين مع بعضهم البعض مع أن الحقيقة التي لا ينكرها المحتل نفسه أن الأزمة ناجمة عن وجود الاحتلال وتصميم حكوماته التي أنشاها على تنفيذ مخططات تمزيق وحدة المجتمع العراقي، وتكريس حكم المحاصصة الطائفية والاثنية، والتمهيد لتقسيمه عبر فدراليات طائفية وعرقية.
إن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية ترى أن استمرار رعاية الجامعة العربية لما يسمى بمؤتمر المصالحة الثالث ما هو إلا لهاث وراء سراب حل لن يأتي عن طريق من كان سببا لكل ما يعاني منه العراق اليوم، والجبهة الوطنية تدعو الجامعة العربية إلى اخذ العبرة من تجربتها خلال السنوات الخمس من تعاملها مع الاحتلال وفشلها في إنهاء الاحتلال أو وقف المجازر التي يتعرض لها أبناء العراق كما وعدت , وآن الأوان لتستفيد من الدرس الذي قدمه ممثلها السابق في العراق، الذي قدم استقالته بعد أن لمس من واقع تعامله الميداني عدم جدوى الاستمرار مع هؤلاء في تمثيل مسرحية مساعدة الجامعة العربية لشعب العراق ضد الإرهاب وتحقيق الاستقرار.
وتطالب الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، الجامعة العربية بمراجعة سياستها في العراق ومواقفها من سلطة الاحتلال وأن تسمي الأمور بأسمائها وتتوقف عن إضاعة وقتها وجهدها في نفخ قربة الاحتلال المثقوبة أو في إطلاق وصف (العراق الجديد) على نظام القتل الجماعي وقطع الرؤوس والفساد، وأن تتخذ الموقف الصحيح الذي يقرره ميثاقها والمواثيق الدولية الأخرى وأهم عناصره أن تسحب اعترافها بحكومة الاحتلال وتعترف بالمقاومة الوطنية العراقية والقوى السياسية المناهضة للاحتلال ممثلا شرعيا لشعب العراق وتقدم لها الدعم السياسي والإعلامي في المحافل الدولية، خاصة وأن الاحتلال يترنح أمام ضربات المقاومة التي تستعد للمعركة الفاصلة، معركة تحرير العراق من دنس الاحتلال، وإفرازاته وأدواته أياً كانت، هذا هو الطريق الوحيد الذي ينقذ العراق وليس المؤتمرات التي يكون المشاركون فيها عملاء الاحتلال.
الدكتور خضير المرشدي
رئيس اللجنة السياسية للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
السادس من آذار 2008