طبعة جديدة من أصدقاء الأمريكان
موفق محادين *
ثمة طبعات جديدة مزيدة ومنمقة من رجال أمريكا الجدد في الوطن العربي، ويحكم هذه الطبعات عدة مخاوف في ضوء الخوف الأعظم من التحالف الموضوعي التدريجي بين آسيا الوسطى (قلب العالم الجديد) فمثلا بروسيا والصين والهند وإيران وتحالف شنغهاي، وبين أوروبا الوسطى..
فمن الخوف من الإسلام المسلح إلى الخوف من المراجعات اليسارية التي تتخطى الخطابات الوطنية (الإقليمية) العصابية الانتهازية المريضة نحو استعادة الخطاب القومي للأمة، إلي الخوف من الإصلاحات الحقيقية ونتائج صناديق الاقتراع (النظيفة) وليس المزورة والتراجع الأمريكي عن هذه الإصلاحات بعد أن أفرزت الإسلام المناهض لدولة العدو في الشرق العربي والإسلامي، كما أفرزت المسيحية القومية المستقلة في فنزويلا وروسيا..
في ضوء المخاوف المذكورة تتمثل الطبعة الجديدة من أصدقاء الأمريكان بالموديلات أو المانيكانات التالية:-
1- موديل وزير التخطيط أو المالية الذي سرعان ما يكلف برئاسة الحكومة ومن الغريب أن هذا الموديل لا يقتصر على بلدان محددة، فرئيس الوزراء في دولة عربية افريقية (كانت ثورية) مر بهذا السيناريو.. وثمة نماذج جاهزة حتى في سورية نفسها ناهيك عن تجربة فياض في فلسطين والسنيورة في لبنان، وناهيك عن مختبر التجارب الحكومية كلها في الأردن.
2- هذا عن الجانب أو الشق الرسمي الواضح كل الوضوح أما عن الشق الرسمي (الذي يسوق كما لو انه ليس حكوميا) وهو في حقيقته أقرب إلى احتياط الحكومات في الأزمات المستعصية، فمن موديلاته أولاً: تحويل ثقافة (الإسلام الوسط) الشعبية إلى تنظيمات سياسية حكومية سواء في مواجهة الإسلام المتطرف أو الإسلام السياسي الذي ينافس الأنظمة نفسها.
ومن موديلاته، ثانياً: اختراق الإعلام والمثقفين بعشرات الانتهازيين بأشكال وطرائق مختلفة وبناء ماكينة إعلامية- ثقافية ضخمة، فمن التجربة الأردنية والفلسطينية إلى التجربة اللبنانية حيث تمكن المال السياسي المعروف من تحويل عشرات اليساريين والقوميين العرب إلى أبواق.
ومن موديلاته، ثالثاً، ضرب الخطاب القومي الراديكالي في بعده اليساري والإسلامي معا بأشكال من اليسار الجديد (المحلي) والذي لا تمانع الجهات الحكومية بثرثرته المتطرفة إلى إن يصبح تحت الطلب.
ومن موديلاته، رابعاً: المراكز التي تعمل باسم مراكز الدراسات الخاصة وحقوق الإنسان والدفاع عن حرية الصحافيين، فهذه المراكز تأخذ أيضا دور الهيئات النقابية وقوى المجتمع المدني الحقيقية.
* عن (العرب اليوم) الأردنية 28/2/2008