من أقوال رياح الحزن..
مريم الراوي
-1-
المدينة التي نحب أمست غريبة..
ومن جئنا لندفن عيوننا في راحتهم أضحوا غرباء..
ونحن ابعد مانكون عما نعشق..
فأي وطن هذا الذي ننشد واليه نَحِن؟!
-2-
أصاب الإعياء فؤادي،
وجبيني أضحى منصة تدوسها افكاري، ليل نهار،
وما عادت اللحظات تسعف مخيلتي كي يكف القلق عن الهطول.!
فهل يمكن لهذا الكون أن يتسع لأحزاني؟؟
-3-
الكآبة تمضغ قلبي، فلا يجد السرور له زاوية يرقد فيها من فرط الوجع!!
وأنا ما عدت أنا.. وجميع الأشياء ما عدت أعرفها، ولاهي تعرفني..
-4-
اخبرني أبي يوماً، إن أسعد إنسان على الأرض هو الفقير..
وحين دلفت بساتين التعب وغابات الإرهاق،
ولجت دواخل الفقراء..
فكانوا أقرب إلى الله من السماء، وأشد تمسكاً بالغد،
وأجمل من طائر النهار حين يتوافدون على موائد الرضا..
-5-
قلنا يوماً "بأننا سنصمد ولن نركع"
ومع بداية الصيف سجدنا لهبل الأحمق،
وتوضئنا من دماء ذلك الأبتر..
وعند المغرب صلينا على بقايا وطن,
وإمامنا كان سيد الرعونة، بل وأيضاً أخرق..
-6-
الفكرة يا قومي,
أقدس من أن توضع في جيوب الوقت وتتعفن بمرور الصمت..
والبقاء،
كصرخة تختال بغرور في فم الكون المضرج باللام والآهات اللامنتهية..
-7-
الهزيمة..
هو أن لا تدافع عن الفكرة..
الحدود..
وهم من أسلاك شائكة وكلاب مجنونة بزي عسكري!!
الاحتلال..
هزيمة الذات أمام نفسها..
الوطن..
عرين الذكريات المصلوب في الروح الموجوعة..
المستحيل..
فيض من خرافة وادعاء مقيت..
الدرب..
سالكة إلى الضفة الأخرى مازال في الأفق نداء وفي العقل يقين..