فضيحة في اربيل!!
محمد كعوش *
الأخبار التي رشحت عن مؤتمر البرلمانيين العرب كانت شحيحة، والتغطية الإعلامية قصرت في تسليط الأضواء على ما دار داخل قاعة الاجتماعات، وهذا فعل حسن لأن ما حدث شيء مخجل ومن الأفضل التستر عليه وعدم نشره تحت ضوء الشمس، لأنه فضيحة!!
ما حدث شيء من "الفانتازيا السياسية" عند العرب والمستعربين الذين شاركوا في المؤتمر، فبعض الحضور من "المهمين" دافع عن احتلال العراق ورفض تسمية الوجود الأمريكي بالاحتلال وتصدى لرئيس وفد الجامعة العربية علي الجاروش وطلب منه الاعتذار لأن "العراق ليس دولة محتلة ويجب التعامل مع الوجود الأمريكي بنظرة غير النظرة التي ينظر لها العرب".
هذا البرلماني العربي انتصر لرئيس الوفد البرلماني العراقي خالد العطية الذي قال - لا فض فوه - بأن "العراق ليس دولة محتلة بل هو دولة مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة، وما كان بإمكانه استضافة هذا المؤتمر بحرية ودون قيود لو كان محتلاً"!!.
هكذا يرى بعض العرب والعراقيين أن العراق "حر مستقل يتمتع بالسيادة الكاملة"، ويريدون اعتبار هذا الجيش الأمريكي العرمرم المهزوم ضيف على الشعب العراقي، وأن الجحيم الذي يعيش فيه العراقيون هو مجرد حلم ليلة صيف، أليس كذلك؟!
والمسألة الثانية التي أثارت عاصفة كادت تنسف مؤتمر البرلمانيين العرب في "اربيل" الحرة المستقلة، هو وجود برلمانيين عراقيين يمثلون المصالح الإيرانية داخل المؤتمر، أو بالأحرى يمثلون إيران لا العراق، وهم الذين احتجوا وتحفظوا على فقرة في البيان الختامي وهي الفقرة التي طالبت بإعادة الجزر الثلاث التي احتلتها إيران إلى دول الإمارات العربية وهو التحفظ الذي أثار استياء وفود عربية كانت ستنسحب من المؤتمر قبل معالجة الموضوع وإرضاء الأطراف المعنية، وهو ما دفع رئيس أحد الوفود البرلمانية إلى القول بسخرية: "شر البلية ما يضحك".
ما يحدث في عصر الانحطاط هذا، لا يثير الدهشة والاستغراب، لأن الآتي أعظم، ولأننا لم نصل إلى القاع حتى الآن!!.
* عن صحيفة (العرب اليوم) الأردنية 15/3/2008