نداء من عوائل الأسرى العراقيين إلى الملوك والرؤساء والأمراء العرب
وجهت عوائل الآلاف من الأسرى العراقيين النداء التالي للملوك والرؤساء والأمراء العرب ترجوهم فيه التدخل لمنع تسليم الأسرى إلى "الحكومة" في العراق.
وفيما يلي نص النداء:
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك والرؤساء والأمراء العرب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتقدم عوائل الأسرى العراقيين في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق إليكم بخالص تحياتها واحترامها، والدعاء إلى الله أن يوفقكم ويمنحكم الصحة والعافية، وتود أن تعرض عليكم موضوعا إنسانيا قبل أن يكون سياسيا، وهو المخاطر التي تهدد حياة الأسرى نتيجة قرار قوات الاحتلال في العراق تسليم الأسرى إلى "الحكومة" في بغداد، وإنهاء صلة الاحتلال بمصيرهم! إن هذا القرار، كما تعلمون من خلال تجارب سنوات الاحتلال، سوف يؤدي إلى ما يلي حتما:
1 – الإساءة المفرطة بحق الأسرى من حيث المعاملة التي لن تقوم في كل الأحوال على قواعد القانون والقيم الأخلاقية والإنسانية، ودليلنا هو اغتيال حتى المحامين، واعتقال وتعذيب الشهود اللذين حضروا المحاكمات، وهم يظنون أن لديهم ضمانات بعدم إساءة المعاملة، فإذا كان الشاهد والمحامي قد تعرضا للقتل والتعذيب فماذا سيجري للخصوم السياسيين لحكومة طائفية حاقدة على كل خصومها السياسيين وعلى كل من دافع عن العراق بعد الغزو؟
2 – إنكم تعلمون بأن القوات الأمريكية أعلنت رسمياً عن العثور على سجون سرية عديدة لوزارة الداخلية، اعتقل فيها المئات وتعرضوا للقتل والتعذيب والاغتصاب الجنسي، حتى للشيوخ، إذلالا وحقدا، فكيف ستكون معاملة رجالات العراق الأسرى المتهمين بمقاومة الاحتلال أو الدفاع عن العراق ضد محاولات إيران غزوه وتخريبه؟
3 – لقد أكدت كل الوقائع أن نزعة الانتقام لدى الحكومة أقوى من أي رادع، مهما كانت طبيعته، لذلك فأن تصفية الأسرى الموجودين الآن في الأسر الأمريكي، ومن مختلف القوى والتيارات العراقية، ستكون حتمية إذا سلموا للحكومة الحالية في العراق.
4 – إن قوات الاحتلال ورغم مسؤوليتها عن فضائح أبو غريب وغيرها إلا أنها لا تعذب إلا عند التحقيق وحينما تكون انتهت من التحقيق تتوقف عن التعذيب، على الأقل الذي لا يتضمن التصفيات الجسدية، أما "الحكومة" فإن قوات الاحتلال اعترفت بأن التعذيب لكل من يقع في قبضتها يكون بلا حدود ولا قيود، ويقوم أساسا على نزعة الانتقام لأسباب سياسية وأخرى طائفية، ولا يتوقف عند انتهاء التحقيق أو يخف.
5 – إن اتفاقيات جنيف حول الأسرى تمنع إساءة معاملتهم وتضع مسؤولية ما يتعرضون له على قوات الاحتلال مهما كان الطرف الذي يقوم بها، لذلك فإن تسليم الأسرى إلى حكومة ستقوم حتما بقتلهم، بعد تعريضهم لتعذيب بشع ولا حدود لإنسانيته، أمر تتحمل مسؤوليته أولاً قوات الاحتلال.
6 – تشكر عوائل الأسرى بعض القادة الرسميين العرب الذين قرروا التدخل لإقناع الإدارة الأمريكية بمنع تسليم الأسرى، في رسائل وجهت لبعض العوائل رداً على طلب تلك العوائل تدخلها.
في ضوء ما تقدم نتوجه إليكم للتدخل السريع، من قبل كل المسؤولين العرب أصحاب الجلالة الملوك وأصحاب الفخامة الرؤساء وسمو الأمراء، لإنقاذ أرواح آلاف الأسرى اللذين سوف تسلمهم قوات الاحتلال للحكومة في منتصف هذا الشهر، أو نهايته، كما علمنا من مصادر موثوقة، والضغط بوسائلكم الخاصة لإقناع قوات الاحتلال إما بإطلاق سراح من لم توجه لهم تهم، أو إبقاءهم بيد قوات الاحتلال لحماية حيواتهم من مخاطر التصفيات الجسدية الحتمية.
إن عوائل آلاف الأسرى تنظر إليكم بعين الأمل للتدخل في هذا الموضوع الإنساني وبأسرع وقت لمنع ترمل وتيتم مئات الآلاف من العراقيين، وفي كل الأحوال نشكركم على كل ما ستقومون به سلفا مهما كانت طبيعته ودرجته.
عوائل الأسرى العراقيين في سجون الاحتلال من مختلف التيارات