تاريخهم أسود.. القتل تحت التعذيب في سجون السلطة خبرة امتدت 14 عاما
التاريخ المخزي لسلطة المقاطعة في تعذيب أبناء الشعب الفلسطيني
غزة – "فلسطين الآن": فتحت جريمة إعدام الشيح مجد البرغوثي، إمام مسجد بلدة كوبر القريبة من رام الله، بالتعذيب حتى الموت، السجل الأسود لمسلسل طويل من عمليات القتل تحت سياط التعذيب، في سجون السلطة التي تقودها حركة (فتح) منذ إقامتها عام 1994.
ورغم أنّ عدداً كبيراً من الجرائم تمت التغطية عليها بسطوة البطش والتزوير؛ إلاّ أنّ منظمات حقوق الإنسان استطاعت أن ترصد عشرات الحالات التي ذهب فيها المعتقلون على خلفيات متعددة، وبضمنهم مجاهدون مقاومون أمثال الإمام البرغوثي، ضحية سادية مليشيات عباس التي انسخلت عن هويتها الوطنية والإسلامية وحتى عن قيم المجتمع الإنسانية، وتبقى تلك الحالات بمثابة غيض من فيض الوقائع المذهلة التي بقيت متوارية عن الأنظار.
قتل تحت التعذيب
أولى حالات القتل تحت التعذيب داخل سجون السلطة، كما رصدتها "المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان"، كانت بحق المواطن فريد جربوع (28 سنة)، وذلك في الرابع من تموز (يوليو) 1994، حيث توفي في أحد سجون مخابرات الغدر المتصهينة التي لها بشكل خاص سجل أسود في هذا المجال.
المزيد من الجرائم
وبقي هذا النهج مستمراً طوال السنوات التالية، دون أن تشفع الحملات المنظمة التي قامت بها منظمات حقوق الإنسان لفضح هذا السجل المروِّع، حيث تمكنت "الجمعية الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان"، من توثيق أربع حالات خلال سنتي 1998 و1999، وهي وفاة المواطن ناصر صلاح الحروب، من دير سامت القريبة من الخليل (28 عاما)، على يد جهاز شرطة البحث الجنائي بتاريخ الثالث من شباط (فبراير) 1998، وذلك في مقر الشرطة بدورا.
أما المواطن وليد محمود القواسمي من الخليل (45 عاماً)، فقد توفي على يد جهاز مخابرات سلطة أوسلو بتاريخ التاسع من آب (أغسطس) 1998، فيما قضى المواطن محمد شريتح، من بلدة يطا بالخليل (34 عاماً)، بتاريخ الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) 1999.
8 حالات سنة 2000
وبعد سنة 2000؛ تم رصد ثماني حالات قتل في السجون على أيدي الأجهزة الأمنية السابقة، فقد توفي المواطن خالد محمد يونس بحر، من بيت أمر القريبة من الخليل (35 عاماً)، ، بتاريخ السادس من حزيران (يونيو) 2000، في مقر الجهاز المذكور.
وقد قضى المواطن سالم محمود حسن الأقرع، من قبلان القريبة من نابلس (37 عاماً)، ، بتاريخ 26 شباط (فبراير) 2001، وتوفي المواطن سليمان عوض محمد أبو عمرة، من دير البلح (38 عاماً)، بتاريخ 17 آب (أغسطس) 2001، كما توفي على يد الجهاز ذاته، المواطن خالد سعيد العكة، من غزة (24 عاماً)، في "سجن غزة المركزي" (السرايا)، وتوفي المواطن عماد محمد أمين البزره، من نابلس (30 عاماً)، على يد جهاز "الاستخبارات العسكرية"، بتاريخ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 2001 في سجن نابلس المركزي، فيما قضى المواطن علاء الدين حسان محمد وهبه، من خانيونس (41 عاماً)، على يد الجهاز المذكور بتاريخ 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2001، في مقر الاستخبارات العسكرية بخانيونس.
أما المواطن أيمن غياض حلس، من الشجاعية بغزة (36 عاماً)، فتوفي بعد أقل من 24 ساعة في سجن جهاز شرطة البحث الجنائية بتاريخ 24 نيسان (أبريل) 2002، وقضى المواطن حسام زهدي محمد الهسي، من خانيونس، على يد حرس من سجن غزة بتاريخ التاسع من تموز (يوليو) 2002 في سجن غزة المركزي.
تنافس في القتل
ويُستدل من قائمة نشرتها "الجمعية الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان"، للوفيات تحت التعذيب في سجون السلطة، أنّ عشرة منهم قضوا على يد جهاز المخابرات العامة، فيما بلغ عدد الوفيات في سجون "الأمن الوقائي" ثماني حالات، مقابل ست حالات قضوا على يد جهاز "الاستخبارات العسكرية"، وتقاسمت بقية الأجهزة ما بين "الشرطة"، و"البحرية"، و"الحرس الرئاسي" بقية الوفيات.
وصمة عار
ويبقى هذا السجل الأسود، الذي يُضاف له العشرات إن لم يكن المئات من المعتقلين، الذين أصيبوا بحالات إعاقة مستديمة وشلل نتيجة تعرضهم للتعذيب، وصمة عار في جبين هذا الفريق الذي تجرّد من كل قيم مجتمعه، والمثل الدينية والإنسانية والأخلاقية، ويبقى أنّ الذاكرة لا تنسى والأيام دول.