شهداء في الضفة وتعددت المصادر والمسؤوليات والهدف واحد
بقلم: م. سميح خلف
دائما، قبل أن أكتب وخاصة عندما يكون الموضوع يتعلق بأوضاعنا الفلسطينية أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لكي أحاول أن أقنن حالة الفلتان أو إطلاق العنان لقلمي لكي لا يصيب في غير موضعي وفي غير الحقيقة.
ولكنني للأسف أجد الشيطان وبكل سلوكه وممارساته لا يأبى أن يفارق في خطواته العدوانية الشعب الفلسطيني المؤمن المضحي الوفي لله ولمقدساته وللوطن.
كلما أريد أن أبتعد عن الاتهام وفرض حسن النية إلا أنني اصطدم بواقع مؤلم وواقع يقع ضحيته الشعب الفلسطيني دافعا ً كل يوم أغلى ما يملكه البشر وهم الأبناء وفي تقاليدنا العربية عندما يفقد الأب أحد أبنائه من أجل الأرض أو العرض نقول وكما علمنا ديننا الحنيف أنه استشهد من اجل الوطن وكل من الأرض والعرض هما جزئيتان لكل يسمى الوطن والشعب وللوطن رب يحميه وللشعب الفلسطيني أيضا رب يحميه ورصيد هائل من الأوفياء للوطن وللأجداد وللتراث وفي النهاية للتاريخ.
ومهما تعددت مصادرة التآمر على الشعب الفلسطيني والتآمر على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في فلسطين إلا أنه مازالت هناك فئة مؤمنة بالله وبقضيتها العادلة ومن أجل ذلك يقدم الشعب الفلسطيني الشهداء تلو الشهداء.
أتذكر الزمن الجميل عندما كان تشيع جنازة فارس من فرسان الشعب الفلسطيني من أبناء العاصفة البررة ما قبل عام 1970 عندما كان هؤلاء الشهداء يقطعون مئات الكيلومترات من اجل تنفيذ عملية فدائية غرب النهر وتحدث الشهادة كانت مسيرة الجنازة تحفها زغاريد الأمهات والأخوات في عرس وطني فلسطيني ومن القريب لم يتخلى الشعب الفلسطيني عن هذا السلوك في زف جنازة شهدائه في الانتفاضة الأولى والثانية، ومازالت تزف شهدائه وتضيعهم بالزغاريد.
شهداء الشعب الفلسطيني كم أنتم عظماء بعظمة إيمانكم وبعظمة مبادئكم إنني هنا لا أرثيكم فأنتم الأعلون في وسط ومحيط من المستنقعات والمكائد وإجراءات العدو الصهيوني البغيض.
الضفة الغربية كم تتحملين أيها الضفة وكم يتحمل أبناؤك فلقد اجتمعت كل أدوات الشياطين لإيذائك ، كم تتحملين من الاجتياحات نابلس فقط وفي خلال شهور معدودة تعرضت لأكثر من 61 اجتياح والفرسان في الضفة الغربية وفي نابلس أبو المقايضة على السلاح وعلى الوطن فاشتد عليه مكر الشيطان، وعندما يقوم العدو الصهيوني بعمليات الاجتياحات التي يقع ضحيتها شباب وفرسان الشعب الفلسطيني، لا نقول أن شباب الشعب الفلسطيني ذهب ومضى بدون جدوى ولكن هذا يبرهن على ان العدو وعيونه المتعددة قرروا مواجهة فرسان الشعب الفلسطيني في الضفة ولماذا لأن هؤلاء الفرسان لم يخدعوا يوما بتجميلات الشيطان.
مصيبة أن يتعرض المقاتل الفلسطيني والمناضل الفلسطيني لمنظومات المقايضة المتعددة سجن واعتقالات وإرهاب من قبل العدو الصهيوني وسجن واعتقالات وإرهاب في سجون السلطة كيف ولماذا؟، بالمناسبة خلال الأسابيع الماضية ذكرت وكالات الأنباء عن زيارة لـ"دايتون" اجتمع فيها مع رؤساء الأجهزة الأمنية هل لأن "دايتون" لم ينام الليل حرصاً على الأمن للشعب الفلسطيني ولأطفال فلسطين ولشبابها أم أن "دايتون" أعاد نشاطاته من جديد لكي يقف على مقدار ما قدمته تلك الأجهزة من انجازات أمنية بين الترهيب والترغيب لأعضاء المقاومة من أجل "أمن إسرائيل"، ولعل الحدث الذي حدث في أحد سجون نابلس وفرار 14 من كتائب شهداء الأقصى خير دليل على فشل منظومة المقايضة مع فرسان فلسطين وعدوهم بالأمن وإذ بـ"إسرائيل" تصطادهم على الحواجز وفي الطرقات، يذكرنا ذلك ما حدث مع سعدات نائب الأمين العام للجبهة الشعبية وما حدث لفؤاد الشوبكي ومنفذي عملية قتل "ذئيفي" عندما اقتحمت القوات الصهيونية سجن المقاطعة وأخذتهم إلى داخل "إسرائيل" في عملية يوضع عليها ألف عملية استفهام، ولكن لصالح من تجريد المقاومة من سلاحها وملاحقتها وملاحقة رجالها وخير دليل واضح على إجراءات الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ما حدث وبشكل مفضوح للشهيد مجد البرغوثي الذي استشهد أيضا في سجون السلطة، عملية غير مبررة على الإطلاق بل تفضح منظومة الأجهزة وتعاونها بناء على "خطة دايتون" الجديدة وبناء على ما يسمى البند الأول من "خارطة الطريق"، وتقول السلطة أن الوفاة تمت تحت تأثير تضخم في عضلة القلب، مبرر يدينها ويدل على أن السجون في الضفة الغربية توازي سجون الاحتلال في التعذيب وعدم حصول المعتقل على أبسط أنواع الحقوق الإنسانية كالصحة والغذاء والعلاج، مؤشر في منتهى الخطورة، خطورة كانت محجوبة وأصبحت مفضوحة كنا نتمنى أن يتم التعذيب والاستهتار لعميل أو جاسوس ولكن الجواسيس والعملاء محصنين ومحميين تحت بند التعاون الأمني والتعاون التفاوضي،كم من المناضلين عذبوا سابقا ً عندما نقدوا الفساد وعندما نقدوا مدرسة الانهيار في الجيش وغير الجيش قبل أوسلو كمقدمات للانهيار الكامل لوصول هذا التيار الفئوي في أقدار حركة فتح ومنظمة التحرير المكلومة وأجهزتها.
كم تتحملين يا ضفة وكم سيتحمل أبناء الشعب الفلسطيني من تآلف متعدد ومتحد المرامي على شموخك وشموخ أبنائك "اللهم احمني من أصدقائي فأما أعدائي فأنا كفيل بهم".