في الذكرى الخامسة لغزو العراق لا نسور في سماء الأمة العربية وبوش مجرم حرب
بقلم: م. سميح خلف
بمرور خمس سنوات على أنعف هجمة تواجه الأمة العربية والوطن العربي في العصر الحديث، وكما هو الحال في كل الغزوات التي بدأت حملتها من البوابة الشرقية للوطن العربي أرض الرافدين العراق، الصورة مظلمة وقاتمة السواد لواقع الأمة العربية من مشرقها إلى مغربها، فلا نسور تحلق في سماء الأمة، وبدون العراق وبدون صدام فقدت الأمة العربية السمات الأساسية لكبريائها واستقلالها، وأصبحت قوى العدوان الهمجي تجد من الأرض العربية مرتعاً لرغباتها التي تحقق مصالحها الاقتصادية والأمنية، وانتقل النظام الرسمي العربي برمته إلى واقع المستجيب للاملاءات والرغبات الأمريكية والأوروبية.
فبعد غياب النسور في سماء الأمة العربية ظهرت مصطلحات الرؤية الامبريالية والاستغلالية للثروات العربية في هجمة حادة لجعل الوطن العربي إلى بشر من المستهلكين فقط لا يمتلكوا إرادة السيطرة على ثرواتهم ومثل على ذلك "الفوضى الخلاقة" أو "فوضى كوندوليزا رايس" واحتكارية ديك تشيني لثروات البترول العربي كما ظهر مصطلح القيادة الأمريكية في المشرق العربي والقيادة الأمريكية في أفريقيا ورافق ذلك من حلف الغرب تفتيت الوطن العربي وإنهاء دعائمه الأساسية تحت منظومة ما يسمى"بالعولمة" ورغبات من أجل فصل المشرق العربي عن مغربه في مقترح ساركوزي "اتحاد ضفتي المتوسط".
في الذكرى الخامسة لغزو العراق سيسجل التاريخ في صفحاته وإن تقاعست الشعوب المحبة للسلام من أخذ دورها الحقيقي من محاسبة الغزاة فأن التاريخ سيسجل بوش "مجرم حرب" كما هي ميركل رئيسة وزراء ألمانيا، وبلير، وديك تشيني، ورامسفلد، وساركوزي، و"أولمرت"، و"شارون"، و"باراك"، وكل القوى التي ساهمت في قتل أكثر من مليون ضحية في العراق وكما هو الحال في فلسطين.
لقد مارست قوات الغزو الأمريكي وقوى التحالف معها أبشع أنواع الاحتقار للإنسانية وللإنسان في العراق وفلسطين ووقف العالم عاجزاً عن محاسبة هؤلاء المجرمين وما فعله بوش بعقليته الهستيرية المريضة لم يفعله هتلر والنازية ولذلك يجب أن تتحرك كل القوى المحبة للسلام ومؤسسات حقوق الإنسان لرفع دعوى قضائية ضد بوش كمجرم حرب هذا ما يجب أن تقوم به الشعوب والقوى النشطة في جميع أنحاء العالم فلا تكفي المظاهرات التي تجتاح المدن الأمريكية والدول الأوروبية لتضع حداً لأطماع بوش واحتكاريي شركات البترول الأمريكية، لقد صرح بوش اليوم بأن الحرب على العراق قد حققت أهدافها ومن هنا إنني أتفق مع هذا الرئيس في النتيجة التي وصل إليها، فلقد دمر بلد ذات تاريخ عريق ودمر قاعدة تكنولوجية وضع لبناتها وغذاها صدام العظيم لقد حققت حملة الغزو أهدافها في تجزئة العراق وحققت أهدافها في استيلاء الشركات الأمريكية على البترول وحققت الحملة أغراضها وجعلت من شمال العراق دولة كردية تتحكم في 60 % من حقول البترول التي هي تحت سيطرة القوة الأمريكية، لقد حققت قوى الغزو الأمريكية منظومة آمنة "منظومة أمن استراتيجية" للعدو الصهيوني بضرب البنية الأساسية والوطنية والقومية في العراق، لقد صرح المسؤولين "الإسرائيليين" بـ"أن العالم بعد صدام أكثر أمناً وإسرائيل أكثر أمناً"!! وصرح بوش والإدارة الأمريكية بـ"أن العالم هو أكثر أمناً بدون صدام"، وماذا تعني تلك التصريحات إذا كانت صادرة من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي تقوده المسيحية الصهيونية؟!
وماذا تعني تلك التصريحات لممتلكي شركات البترول الاحتكارية؟ وماذا تعني تصريحات المسؤولين الصهاينة؟
تعني أن صدام ونظام صدام كان هو النسر الذي يمنع تحليق أي قوى معادية تطمع في ثروات الأمة العربية، وتعني أن نظام صدام كان بمثابة المهدد المباشر لدولة الاحتلال الصهيوني للأرض العربية الفلسطينية، هذه دلالات التصريحات.
إن "المالكي" ومن لف لفه من قوى التشرذم مازال يتبجح بأن العراق قد خرج من مرحلة "الدكتاتورية" والقتل! فلا أدري هل هذا الرجل يكذب على نفسه أم أنه يكذب على الشعب العربي الذي هو شاهد على العصر، وشاهد على الأحداث؟ أي ديمقراطية في العراق وميليشيات التشرذم وعصاباتها تتحكم في البشر والحجر في العراق؟ أي ديمقراطية يقودها من أتوا من واشنطن ومن دول إقليمية أخرى إنه الكذب بعينه؟!
ولكي نكشف دعوات هؤلاء وما صرحت به "منظمة حقوق الإنسان العالمية" (منظمة هيومان رايتس ووتش) وإلى نهاية عام 2007 أن معدل الهجرة بلغ 4.4 مليون فرد من العراق يضم هذا العدد الأكاديميين والباحثين، ولقد صرحت بعض الدول بأنها ستستوعب مزيد من المهاجرين العراقيين مثل كندا واستراليا في آليات واضحة لتفريغ العراق وتفريغ بنيته الحضارية والتكنولوجية.
أما عدد المعتقلين من قبل قوات الأمن الطائفي والمذهبي والقوات الأمريكية بلغ 25000 فرد، أما عدد القتلى على أيدي القوات الأمريكية والقوى الطائفية فقد بلغ مليون وثلاثة وثلاثون ألف شخص.
أما عدد الأرامل واليتامى في العراق حوالي 5 مليون يتيم وأرمل ولقد ذكرت منظمة "اليونيسيف" أن حوالي 5 مليون و700 ألف طفل أيتام لفقدان أبائهم لعام 2006 بالإضافة إلى الإصابات والمعوقين، الإضافة إلى الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي تمارسها القوات الأمريكية بحق الماجدات العراقيات، وبالمثل كما تمارسه الميليشيات الطائفية من عمليات لا أخلاقية وعمليات قتل وتدمير لإرادة الشعب العراقي.
في تلك الذكرى المؤلمة سيسجل التاريخ أن صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي كان أميناً على وحدة العراق وعلى انتمائه العربي، وكان أميناً بمسؤولياته التاريخية على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وما التهم الملفقة التي وضعت لصدام من حلبجة والأنفال إلا مبررات مبرمجة للنيل من العراق القومي الوحدوي، فهل قام صدام بقتل مليون ونصف عراقي، وهل قام صدام بتهجير العراقيين والطاقات العلمية، وهل قام صدام بتجزئة العراق، وهل قام صدام بعقد اتفاقيات مع العدو الصهيوني؟؟؟
إذاً صدام سيبقى وليس في الذكرى الخامسة بل في الذكرى المليون فارس ونسر هذه الأمة الذي حافظ على وحدة العراق، وسيسجل التاريخ أنه من بنى القاعدة العلمية التي أرهبت الأمريكان والصهيونية.
أما هؤلاء المشعوذين الذين أتوا على ظهر الدبابة الأمريكية فسيتجاوزهم الشعب العراقي البطل ومقاومته البطلة الملتزمة بأهداف ومبادئ وعقيدة هذه الأمة.
ففي الذكرى الخامسة تحية للمقاومة العراقية بكل فصائلها "وما النصر إلا صبر ساعة".