لهؤلاء العرب نقول: عار عليكم
السيد زهره – صحافي من البحرين
ليس جديدا القول إن أمريكا شريك للعدو النازي الصهيوني في كل المذابح والجرائم التي يرتكبها وآخرها مذابح غزة.
وليس جديدا القول إن ما يسمى بـ "المجتمع الدولي" ممثلاً في الأمم المتحدة هو أيضا شريك مع العدو بصمته وانحيازه السافر إلى منطق الإرهاب الصهيوني، لكن العدو الصهيوني له أيضا شركاء عرب في المحرقة التي نفذها وما يزال ينفذها في غزة، يكفي أن نلقي نظرة عابرة على مواقف عبر عنها كتاب وساسة عرب في الأيام القليلة الماضية في مقالات وتصريحات نشرتها صحف عربية، وفي أحاديث في برامج تليفزيونية وإذاعية.
في الأيام القليلة الماضية، خرج هؤلاء ليقولوا بصريح العبارة إن (حماس) هي التي تتحمل المسؤولية عن المحرقة التي نفذها العدو. لماذا؟.. لأنها بادرت بإطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، بل إن صحيفة مثل "الشرق الأوسط" ذهبت إلى أبعد من هذا، فلقد نسبت إلى ما أسمتها "مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة" قولها "إن التصعيد الذي أقدمت عليه حماس في الفترة القليلة الماضية يندرج في إطار مخطط سوري-إيراني هدفه صرف الأنظار عن الأزمة اللبنانية، ولجعل القمة العربية القادمة تركز فقط على العدوان "الإسرائيلي"!!.
العرب الذين يرددون هذا الكلام يتحدثون عن هذا العدو النازي كما لو كان حملاً وديعاً، كما لو كانت هذه هي المرة الأولى التي يرتكب فيها مذبحة وأنه فعل هذا مضطراً..!! كما لو كانوا يتحدثون عن عدو آخر غير هذا الكيان الإرهابي الذي لم يعرف منذ قيامه سوى ممارسة الإرهاب وارتكاب أشنع المذابح والجرائم، هذا بشكل عام.
أما فيما يتعلق بالمحرقة النازية التي ينفذها العدو في غزة، فإننا نسأل هؤلاء: قبل أن تستولي (حماس) على غزة، وقبل الأزمة اللبنانية، وقبل مشكلة القمة العربية، بل قبل قيام حركة (حماس) أساساً، هل توقفت المذابح التي ينفذها العدو ضد الشعب الفلسطيني في يوم من الأيام؟! فإذا كانت (حماس) هي المسؤولة اليوم كما يقولون، فمن كان مسؤولاً قبل ذلك إذن؟
ونسأل هؤلاء: ألم يصل إلى علمكم أبداً أن هذا العدو النازي الصهيوني منذ ما قبل "مؤتمر أنابوليس" الكئيب وبعده، أعلن على الملأ أنه وضع خطة متكاملة لاجتياح غزة و"تسويتها بالأرض إن لزم الأمر"، وأنه حصل على موافقة أمريكا على الخطة؟.
ونسأل هؤلاء: إن كانت (حماس) هي المسؤولة عن محرقة غزة، فماذا تقولون إذن عن الاعتداءات والجرائم التي لم يكف العدو يوماً عن ارتكابها في الضفة، من اجتياحات واغتيالات وعمليات قتل وتدمير؟.. هل (حماس) أيضا هي المسؤولة؟.
هؤلاء العرب الذين يرددون مثل هذا الكلام يرتكبون جريمة بحقنا جميعاً، هم يقدمون للعدو النازي الصهيوني غطاء ومبرراً لأشنع جرائم الحرب والإبادة في تاريخ البشرية التي يرتكبها، ليس هذا فحسب، بل إنهم يشجعونه على المضي قدما في ارتكاب مذابحه، والعدو الصهيوني ليس بحاجة إلى خدماتهم أصلاً، ولسنا نريد أن ندخل مع هؤلاء في جدل حول، لماذا تفعلون هذا ولصالح من بالضبط، لهؤلاء العرب نقول فقط: عار عليكم.