عندما يتحدث مجرم الحرب الأكبر
السيد زهره - كاتب وصحافي من البحرين
في
ذكرى مرور خمس سنوات على الغزو الأمريكي الهمجي للعراق، تحدث مجرم الحرب الأكبر
جورج بوش في البنتاغون، قال أنه "ليس نادماً" على شن الحرب، وتحدث عما اسماه بـ
"انتصار استراتيجي كبير" في العراق، وفي الحالتين، نحن نصدقه، إما عن كونه غير
نادم، فهو صادق ولا يكذب، عتاة المجرمين عادة لا يندمون ولا يخجلون من جرائمهم، فما
بالك بمجرم حرب وإبادة في وزن جورج بوش ومكانته في عالم الإجرام الدولي؟.
الذي ارتكب كل هذه الجرائم في العراق وفي العالم.. الذي تلوثت يداه بدماء ملايين الأبرياء في العراق والعالم.
الذي دافع بعنف ومن دون أن يرف له رمش عن أبشع جرائم التعذيب والتنكيل بكرامة البشر، الذي فعل كل هذا، من الطبيعي ألا تكون لديه مشاعر إنسانية تجعله يندم على الجرائم التي ارتكبها.
وأما عن حديثه عن "الانتصار الاستراتيجي الكبير" في العراق، فهو صادق أيضاً، فهو، باعتباره على رأس أكبر عصابة إرهابية في تاريخنا المعاصر تخطط لأكبر حملة صليبية عنصرية على العالم العربي والإسلامي، يعتبر أنهم حققوا ما كانوا يريدونه في العراق وفي المنطقة، وانتصروا.
أرادوا القضاء على العراق كبلد عربي كبير، ونجحوا.
أرادوا تقسيم العراق على أمل ألا تقوم له قائمة بعد ذلك.. وحتى الآن نجحوا.
أرادوا أن يطلقوا في العراق أبشع الصراعات الطائفية الدموية، كي يصدروها إلى باقي المنطقة.. ونجحوا.
أرادوا تصفية أفضل عقول العراق وشبابه وقدراته البشرية.. ونجحوا.. هذا هو "الانتصار الاستراتيجي" الذي يقصده المجرم بوش.
أما عن المليون ونصف مليون عراقي الذين أزهقت أرواحهم على يد بوش وفي سنوات احتلاله.
أما عن الأكثر من خمسة ملايين عراقي الذين أصبحوا مشردين لاجئين في خارج وداخل وطنهم.
أما عن كون كل أبناء الشعب العراقي اليوم، وبحسب ما سجلته تقارير كل المنظمات الدولية في تقاريرها، قد أصبحوا لا يجدون الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية، لا ماء ولا غذاء، ولا دواء، ولا أمن.
أما عن كل هذا، فهو بالنسبة إلى المجرم الأكبر "ثمن" مقبول جداً في سبيل ما اعتبره نصراً حققه هو وعصابة الشر التي يرأسها.
خمس سنوات مرت على غزو واحتلال العراق، حقيقة وحيدة أصبح العالم كله يدركها اليوم، هذا الغزو والاحتلال هو واحدة من أكبر جرائم عصرنا الذي نعيشه، الذين خططوا لهذه الجريمة ونفذوها هم من أكبر مجرمي الحرب والإبادة في التاريخ.
وكما ذكرنا في تحليل مطول سابق، فأن العالم بأسره لن يكون آمنا ما لم يتم تقديم هؤلاء إلى محاكمات دولية ليحاكموا كمجرمي حرب وإبادة على كل ما ارتكبوه.
ويبقى في النهاية رغم كل ما ارتكبه هؤلاء من جرائم، أن التاريخ، تاريخ الشعوب والدول والبشرية بأسرها، لا يصنعه في نهاية المطاف ولا يحدد مساره مجرمو الحرب، حدث هذا في الماضي، وسوف يحدث في المستقبل أيضاً في العراق وفي كل وطننا العربي والإسلامي، لن يكون هؤلاء المجرمون هم صناع تاريخنا ومستقبلنا.