فتوى القبقاب جي: كربلاء أهم من مكة..!!؟

ماهر زيد الزبيدي

عجيب كل العجب آمر هذا (السيخ) الذي لا يفقه بالدين الإسلامي الحنيف ولا بالمذهب الشيعي بل يسئ  لهما، فهذا القبقاب جي القيادي في ما يسمى بـ"المجلس الأعلى" وفي خطبته (العصماء) في الحسينية الفاطمية في النجف الأشرف الذي دنس أرضها الطاهرة هو وزمرته المجرمة فارسية الأصل والأخلاق، مبينا هذا الموتور بأن زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء عبرت عن الهوية الإسلامية، وأن الشيعة هم (خير أمة أخرجت للناس)، وهذا مخالف للآية الكريمة التي وردت بالقرآن الكريم ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) (آل عمران 110)، إن حصرها من قبل هذا الموتور بالشيعة اجتهادا خاطئا ومحرفا للآية الكريمة، كما أضاف كاذبا، "أن عشرة ملايين عراقي شاركوا في مراسم أربعينية الإمام الحسين" عليه السلام، "متطلعين للفوز بأجر وثواب الذي يعادل 7 حجات إلى بيت الله الحرام و7 عمرات أيضا"!!.

وهذه الفتوى تشجع الناس المسلمين على عدم حج بيت الله الحرام ما دام الزيارة تعادل 7 حجات حسب زعمه، وبالأحرى التحريض على عدم حج بيت الله الحرام، من هنا نسأل هذا (الفقيه): من أين لك كل هذه الفتاوى؟ هل درستها في دراستك الحوزوية في قم؟ أم درستها في مدارس الفتاوى بـ"المجلس الأعلى" للذبح والقتل والعمالة على يد الشيخ الجزار عزيز طباطبائي؟ وكيف تمكنت أن تحصر تعداد الزائرين بعشرة ملايين زائر؟ هل هي مقدمات لإقليم الجنوب الذي تنبحون ليلا ونهارا، في مناسبة وغير مناسبة للحديث عنه؟ في حين أن تعداد نفوس محافظة كربلاء لا يتجاوز 380 ألف نسمة حسب التعداد السكاني الأخير، وأن تعداد سكان العراق لا يتجاوز 26 مليون نسمة، خمسة ملايين منهم مهجرين ومهاجرين من  الشيعة والسنة بسبب سياستكم الرعناء خارج العراق وداخله، وأكثر من مليون ونصف المليون تم تصفيتهم على أياديكم القذرة وأيادي أسيادكم الأمريكان والفرس!، وأن شوارع كربلاء بكل مقاساتها لا تستوعب لأكثر من مليونين ونصف المليون بما فيها سكانها، ونحن أدرى بها منكم؟

إن إعطاء هذا الرقم المخالف للحقيقة والواقع، يكذبه كل عاقل من أبناء العراق زار كربلاء المقدسة وعرف شوارعها وأزقتها وفنادقها ومساكنها!!.

أما إذا كان (الفقيه) يريد القول أن عدد الشيعة في المحافظات الجنوبية يزيد على العشرين مليون نسمة متهيئا لانتخابات قادمة أكثر تزويرا من سابقتها، فيتمكن من قول ذلك لأنه لا يخجل من الكذب والدجل والتزوير، ولو افترضنا أن المحافظات الجنوبية هي محافظات للشيعة حصرا كما يروج له، وحضر للزيارة عشر ملايين، فما هو عدد الأطفال والنساء والرجال من الشيوخ، والمعوقين، والمرضى، ومنتسبي الأجهزة الحكومية والأمنية، الذين لن تسمح لهم الفرصة للزيارة، أليس المنطق يقول أن عدد الأطفال ثلاثة أضعاف الكبار فمن أين لك هذا الرقم؟!

أما بالنسبة للمقارنات التي ذكرتها في خطبتك، فأنها هزيلة جدا، ولا ترتقي لخطبة في صلاة الجمعة، على الخطيب فيها يكون مؤدباً، وصادقا قبل كل شيء، ومن هذه الأكاذيب التي أوردتها بالمفارقات أن السرقات تكثر في موسم الحج وخاصة قرب الحجر الأسود، لكنه في زيارة كربلاء لم تحدث سرقة واحدة، وإذا فقد زائر حاجة ثمينة فأنه سرعان ما يجدها عند أحد المؤمنين الذي يسلمها له، متناسياً أن أكثر من نصف الزائرين هم من ميليشياتهم الإجرامية بالملابس المدنية، هم من السراق في وضح النهار، ومن أرباب السوابق، ومدمني المخدرات، ومن مخابرات "اطلاعات" الإيرانية.

والمقارنة الأخرى التي أوردها (الفقيه) أنه لكثرة المشاق التي يواجهها الحاج، فأنه لن يفكر بتكرار أدائه للفريضة مرة أخرى، لكنه في زيارة الأربعين وما يلقاها الزائر من تسهيلات، فإنه يصر على أن يصطحب أفراد عائلته جميعا في زيارة قادمة، فأي تسهيلات هذه التي يتحدث عنها الخطيب؟ هل هي تفجير الزائرين واغتيالهم مثلما حل لأهل الزركة؟ أو بحجة أنهم منتمين لـ"جند السماء" ولجماعة "اليماني" أو الإرهابيين وغيرها من التسميات (بالعراق الجديد)؟!

وهذه مفارقة أخرى أكثر من خاطئة، فالقرعة التي تشرفون عليها، والمحاصصة باختيار الحجاج وأعدادهم من الشيعة والسنة وحصرها بكوادركم، ومنتسبي الوقفين السني والشيعي، وأعضاء ما يسمى بالبرلمان وعوائلهم، ومعارفهم، وراشيهم، والإجراءات اللاإنسانية والتعسفية التي تتخذ ضد البعض من الحجاج في المطارات أو في الجوازات، كانت وراء تريث الناس من الذهاب مرة أخرى للحج، فالأحرى بكم أن تأخذوا العبرة والدروس من ثورة الحسين عليه السلام بالصدق والإيمان، والشجاعة، والدفاع عن الدين والمذهب، لا أن تعملون على التشويه.!!

اتق الله بفتواك وكن صادقاً ولو لمرة واحدة يا قبقاب جي...!!